
زاد المعاد في هدي خير العباد - المجلد الثالث
[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (30)]
تحقيق: نبيل بن نصار السندي
الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)
الطبعة: الثالثة، 1440 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)
عدد الصفحات: 881
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
أساسها، فحفره (1) حتى أخرجوا ترابها وانتزعوا حليَّها وثيابها (2)، فبهتت ثقيف فقالت عجوز منهم: أسلمها الرُّضَّاع وتركوا المِصاع (3).
وأقبل الوفد حتى دخلوا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بحِليتها وكسوتها، فقسمه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من يومه، وحمد الله على نصرة نبيه وإعزاز دينه ــ وقد تقدم (4) أنه أعطاه لأبي سفيان بن حرب ــ؛ لفظ موسى بن عقبة.
وزعم ابن إسحاق (5) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قدم من تبوك في رمضان، وقدم عليه في ذلك الشهر وفد ثقيف.
ورُوينا في «سنن أبي داود» (6) عن جابر قال: اشترطت ثقيف على النبي - صلى الله عليه وسلم - أن لا صدقة عليها ولا جهاد، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد ذلك: «سيتصدقون ويجاهدون إذا أسلموا».
وروينا في «مسند (7) أبي داود الطيالسي» (8) عن عثمان بن أبي العاص