زاد المعاد في هدي خير العباد - المجلد الثالث
[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (30)]
تحقيق: نبيل بن نصار السندي
الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)
الطبعة: الثالثة، 1440 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)
عدد الصفحات: 881
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
عبد الله بن حاجب بن عامر بن المنتفق العُقَيلي، عن أبيه، عن عمه لَقِيط بن عامر ــ قال دَلْهَم: وحدثنيه أيضًا أبي الأسودُ بن عبد الله عن عاصم بن لقيط ــ أن لَقِيط بن عامرٍ - رضي الله عنه - خرج وافدًا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومعه صاحب له يقال له: نَهِيك بن عاصم بن مالك بن المنتفق.
قال لقيط: خرجت أنا وصاحبي حتى قدمنا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فوافيناه حين انصرف من صلاة الغداة، فقام في الناس خطيبًا فقال: «ياأيُّها الناس, ألا إني قد خبَّأتُ لكم صوتي منذ أربعة أيام (1) لتسمعوا اليوم، ألا فهل من امرئ بعثه قومُه فقالوا (2): اعلَم لنا ما يقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ ألا ثُمَّ لعله يُلهيه حديثُ نفسه أو حديثُ صاحبه، أو يُلهيه ضالٌّ، ألا إني مسؤول: هل بلغتَ؟ ألا اسمعوا تعيشوا، ألا اجلسوا»، فجلس الناس، وقمت أنا وصاحبي حتى إذا فرَّغ لنا (3) فؤادَه ونظرَه (4) قلت: يا رسول الله, ما عندك من علم الغيب؟ فضحك لَعَمْرُ اللهِ وعلم أني أبتغي السَّقطة (5)، فقال: «ضَنَّ (6) ربك بمفاتيحَ