زاد المعاد في هدي خير العباد ج2

زاد المعاد في هدي خير العباد ج2

10208 5

زاد المعاد في هدي خير العباد - المجلد الثاني

[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (30)]

تحقيق: محمد عزير شمس

الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)

الطبعة: الثالثة، 1440 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)

عدد الصفحات: 550

[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]

أجزاء الكتاب

مشاركة

فهرس الموضوعات

وكان ابن عبَّاسٍ لا يصومه، ويحتجُّ بقوله - صلى الله عليه وسلم -: «لا تصوموا حتَّى تروا الهلال، ولا تُفطِروا حتَّى تروه، فإن غُمَّ عليكم فأكملوا العدَّة ثلاثين». وذكر مالك في «موطَّئه» (1) هذا عنه بعد أن ذكر حديث ابن عمر، كأنَّه جعله مفسِّرًا لحديث ابن عمر وقوله: «فاقدروا له».
وكان ابن عبَّاسٍ يقول: عجبتُ ممَّن يتقدَّم الشَّهر بيوم أو يومين، وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا تقدَّموا رمضان بيومٍ ولا يومين» (2). كأنَّه ينكر على ابن عمر.
وكذلك كان هذان الصَّاحبان الإمامان، أحدهما يميل إلى التَّشديد والآخر يميل إلى التَّرخيص، وذلك في غير مسألةٍ. وعبد الله بن عمر كان يأخذ من التَّشديدات بأشياء لا يوافقه عليها الصَّحابة، فكان يغسل داخلَ عينيه في الوضوء حتَّى عَمِي من ذلك (3)، وكان إذا مسح رأسه أفرد أذنيه بماءٍ جديدٍ (4)، وكان يمتنع من دخول الحمَّام (5)، وكان إذا دخله اغتسل منه (6)،

الصفحة

59/ 550

مرحباً بك !
مرحبا بك !