
زاد المعاد في هدي خير العباد - المجلد الثاني
[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (30)]
تحقيق: محمد عزير شمس
الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)
الطبعة: الثالثة، 1440 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)
عدد الصفحات: 550
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
فصل في هديه - صلى الله عليه وسلم - في حفظ المنطق واختيار الألفاظ كان يتخيَّر في خطابه، ويختار لأمَّته أحسنَ الألفاظ وأجملَها وألطفَها، وأبعدَها من ألفاظ أهل الجفاء والغِلْظة والفُحش (1)، فلم يكن فاحشًا ولا متفحِّشًا ولا صخَّابًا ولا فظًّا.
وكان يكره أن يستعمل اللَّفظ الشَّريف المَصُون في حقِّ من ليس كذلك، وأن يستعمل اللَّفظ المَهِين المكروه في حقِّ من ليس من أهله.
فمن الأوَّل: منعُه أن يقال للمنافق: «يا سيِّدنا» (2) وقال: «فإنْ يَكُ (3) سيِّدًا فقد أسخطتم (4) ربَّكم عزَّ وجلَّ» (5)، ومنْعُه أن يُسمَّى شجر العنب كَرْمًا (6)، ومنْعُه تسمية أبي جهل بأبي الحَكَم (7)، وكذلك تغييره لاسم أبي