
زاد المعاد في هدي خير العباد - المجلد الثاني
[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (30)]
تحقيق: محمد عزير شمس
الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)
الطبعة: الثالثة، 1440 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)
عدد الصفحات: 550
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
داود (1) عن علي قال: لمَّا نحر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بُدْنَه فنحرَ ثلاثين بيده، وأمرني فنحرتُ سائرها.
قلنا: هذا غلطٌ انقلب على الرَّاوي، فإنَّ الذي نحر ثلاثين هو علي، فإنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - نحر سبعًا بيده، لم يشاهده علي ولا جابر، ثمَّ نحر ثلاثًا وستِّين أخرى، فبقي من المائة ثلاثين (2)، فنحرها علي، فانقلب على الرَّاوي عددُ ما نحره عليٌّ بما نحره النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -.
فإن قيل: فما تصنعون بحديث عبد الله بن قُرط (3) عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال: «إنَّ أعظم الأيَّام عند الله يوم النَّحر، ثمَّ يوم القَرِّ (4)». وهو اليوم الثَّاني. قال: وقُرِّب لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - بَدَناتٌ خمسٌ، فطَفِقْن (5) يَزدلِفْن إليه بأيَّتهنَّ يبدأ؟ فلمَّا وجبَتْ جنوبها قال، فتكلَّم بكلمةٍ خفيَّةٍ لم أفهمها، فقلت ما قال؟ قال: «من شاء اقْتطعَ» (6).