
[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (13)]
حققه: محمد أجمل الإصلاحي
خرج أحاديثه: زائد بن أحمد النشيري
راجعه: سعود بن عبد العزيز العريفي - علي بن محمد العمران
الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)
الطبعة: الرابعة، 1440 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)
عدد الأجزاء: 2 (في ترقيم واحد متسلسل)
عدد الصفحات :956
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
3 - خالد بن علي بن عبد اللَّه العايد. وقد أشرف على القسمين الأول والثاني: الشيخ عبد اللَّه بن صالح المشيقح، وعلى الثالث: الشيخ عبد العزيز بن إبراهيم الشهوان. وكان اعتمادهم على نسخة المصنف، ونسخة الفاتح، ونسخة الكويت، ونسخة برلين، ونسخة الشيخ ابن سحمان المكتوبة سنة 1285 هـ. والرسائل الجامعية لها منهجها وحدودها. ثانيًا: اختصاره - اختصر الكتاب فؤاد شاكر، وصدر باسم "إني مهاجر إلى ربي - مختصر طريق الهجرتين" في 212 صفحة من مكتبة التراث الإسلامي بالقاهرة سنة 1407 هـ. - اختصر الباب الأخير من الكتاب ونشره عبد اللَّه بن جار اللَّه بن إبراهيم الجار اللَّه بعنوان "مختصر طبقات المكلفين". وقد صدر من مكتبة الطالب الجامعي بمكة المكرمة سنة 1404 هـ في 27 صفحة. - فصل "مشاهد الخلق في المعصية" استلّه نذير حسن عتمة ونشره سنة 1405 هـ. ثالثًا: ترجمته - ترجمه إلى الأردية مع شيء من الاختصار شيخنا الشيخ عبد العليم الإصلاحي، ونشرته رئاسة إدارة البحوث العلمية والإفتاء في الرياض سنة 1414 هـ = 1994 م في 343 صفحة. - ترجمة أخرى إلى الأردية صدرت من الدار السلفية في بومباي، لم أقف عليها. وقد ذكرها الشيخ محمد عزير شمس دون ذكر اسم المترجم وتاريخ النشر في فهرس أعدّه لمؤلفات ابن القيم (مخطوط).
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد للَّه الذي نَصَبَ الكائناتِ على ربوبيّته ووحدانيّته حُجَجًا، وحَجَبَ العقولَ والأبصارَ أن تجد إلى تكييفه منهجًا، وأوجب الفوزَ بالنجاة لمن شهد له بالوحدانية شهادةً لم يبغِ لها عوجًا، وجعل لمن لاذ به واتّقاه مِن كلِّ ضائقةٍ مخرجًا، وأعقبَ مِن ضيقِ الشدائدِ وضَنْكِ الأوابدِ لمن توكَّل عليه فرجًا، وجعل قلوبَ أوليائه متنقلةً في منازل عبوديته من الصبر والتوكّل والإنابة والتفويض والمحبّة والخوف والرَّجا.
فسبحان من أفاض على خلقه النعمة، وكتَب على نفسه الرحمة، وضمّن الكتابَ الذي كَتَبه أنّ رحمتَه تغلِبُ غضبَه. أسبغ على عباده نِعَمه الفُرادى والتُّؤام. وسخر لهم البرّ والبحر، والشمس والقمر، والليل والنهار، والعيون والأنهار، والضياءَ والظلام. وأرسل إِليهم رُسُله، وأنزل عليهم كُتُبه، يدعوهم إلى جواره في دار السلام. {فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا} [الأنعام/ 125].
فسبحان من أنْزَلَ على عَبْدِه الكتابَ ولَمْ يَجْعَلْ له عِوَجًا (1). ورفع لمن ائتمَّ به، فَأحلَّ حلالَهُ، وحرَّمَ حرامَهُ، وعمل بمحكمه، وآمن بمتشابهه، في مراقي السعادة درجًا. ووضع مَن (2) أعرض عنه، ولم