
[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (13)]
حققه: محمد أجمل الإصلاحي
خرج أحاديثه: زائد بن أحمد النشيري
راجعه: سعود بن عبد العزيز العريفي - علي بن محمد العمران
الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)
الطبعة: الرابعة، 1440 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)
عدد الأجزاء: 2 (في ترقيم واحد متسلسل)
عدد الصفحات :956
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
ابن عبد اللطيف رحمه اللَّه. فرغ من نسخها شريدة بن علي الطيار في جمادى الأولى سنة 1276 هـ للأميرة نورة بنت الإمام فيصل بن تركي، التي جعلتها وقفًا على طلبة العلم من المسلمين في 19 جمادى الأولى سنة 1276 هـ. وهي بخط نسخي جميل في 403 ورقة. وتصديرها مثل تصدير النسخة الكويتية. 8 - نسخة ابن سحمان. فرغ من كتابتها الشيخ سليمان بن سحمان رحمه اللَّه في التاسع من شهر شوال سنة 1285 هـ. وقد سجلت في المكتبة السعودية بالرياض برقم 43/ 86 في 24/ 6/ 1372 هـ. وهي في 421 صفحة، ومحفوظة الآن في مكتبة الملك فهد الوطنية. 9 - نسخة مكتبة المعهد العلمي بحائل. وهي في 204 ورقة نسخها إبراهيم بن عبد العزيز بن عبد اللَّه بن فرحان بن محمد في شهر رجب 1301 هـ. وصورتها موجودة في مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية برقم 2850 - 1 - ف. 10 - نسخة الضويان. وهي من مخطوطات المكتبة السعودية. وقد سجلت فيها برقم 350/ 86 في 15/ 4/ 1392 هـ. وعليه قيد وقف الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه اللَّه المؤرخ في 1391 هـ. عدد صفحاتها 415 صفحة. وفرغ من نسخها الشيخ إبراهيم بن محمد الضويان رحمه اللَّه في 5 ربيع الأول سنة 1314 هـ. وصرّح في خاتمتها أنه كتبها لأخيه عيسى بن حمود المهوس. وعنوان الكتاب في الورقة الأولى: "كتاب سفر الهجرتين
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد للَّه الذي نَصَبَ الكائناتِ على ربوبيّته ووحدانيّته حُجَجًا، وحَجَبَ العقولَ والأبصارَ أن تجد إلى تكييفه منهجًا، وأوجب الفوزَ بالنجاة لمن شهد له بالوحدانية شهادةً لم يبغِ لها عوجًا، وجعل لمن لاذ به واتّقاه مِن كلِّ ضائقةٍ مخرجًا، وأعقبَ مِن ضيقِ الشدائدِ وضَنْكِ الأوابدِ لمن توكَّل عليه فرجًا، وجعل قلوبَ أوليائه متنقلةً في منازل عبوديته من الصبر والتوكّل والإنابة والتفويض والمحبّة والخوف والرَّجا.
فسبحان من أفاض على خلقه النعمة، وكتَب على نفسه الرحمة، وضمّن الكتابَ الذي كَتَبه أنّ رحمتَه تغلِبُ غضبَه. أسبغ على عباده نِعَمه الفُرادى والتُّؤام. وسخر لهم البرّ والبحر، والشمس والقمر، والليل والنهار، والعيون والأنهار، والضياءَ والظلام. وأرسل إِليهم رُسُله، وأنزل عليهم كُتُبه، يدعوهم إلى جواره في دار السلام. {فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا} [الأنعام/ 125].
فسبحان من أنْزَلَ على عَبْدِه الكتابَ ولَمْ يَجْعَلْ له عِوَجًا (1). ورفع لمن ائتمَّ به، فَأحلَّ حلالَهُ، وحرَّمَ حرامَهُ، وعمل بمحكمه، وآمن بمتشابهه، في مراقي السعادة درجًا. ووضع مَن (2) أعرض عنه، ولم