طريق الهجرتين وباب السعادتين

طريق الهجرتين وباب السعادتين

12047 2

[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (13)]

حققه: محمد أجمل الإصلاحي

خرج أحاديثه: زائد بن أحمد النشيري

راجعه: سعود بن عبد العزيز العريفي - علي بن محمد العمران

الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)

الطبعة: الرابعة، 1440 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)

عدد الأجزاء: 2 (في ترقيم واحد متسلسل)

عدد الصفحات :956

[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]





مشاركة

فهرس الموضوعات

وبداية النسخة بعد البسملة: "قال شيخنا العالم الرباني خادم السنة وإمامها في عصره [القائم] بأعيان حقائقها والدعوة إليها أبو عبد اللَّه محمد بن الشيخ أبي [بكر] بن أيوب بن سعد الزرعي المعروف بابن قيم الجوزية رحمه [اللَّه] ورضي عنه ونفع بعلمه وبركته". وهذا يدل على أن النسخة التي انحدرت منها نسخة الكويت كانت مكتوبة بخط بعض تلامذة المصنف. ولكن كم نسخةً بين هذه وبين تلك، لا ندري. النسخة كاملة، ولم يذهب منها إلا كلمات وأجزاء من أسطر في الورقتين الأولى والثانية من أجل التمزق. وفي حواشيها تصحيحات واستدراكات بعضها بخط الناسخ، وبعضها بخط شخص قابلها بنسخة أخرى، وكثير منها لم تظهر في الصورة. وأم هذه النسخة أو جدّتها نقلت أيضًا من أصل المصنف قبل نسخة الفاتح، فإن العبارة التي ترك لها ناسخ (ف) بياضًا موجودة في نسخة الكويت. ثم في النسخة أسقاط وتصحيفات كغيرها من النسخ. 6 - نسخة برلين الثانية. رقمها 795، في 315 ورقة، كتبت في جمادى الأولى سنة 1244 هـ كما في فهرس ألورد (3/ 187). 7 - نسخة الأميرة نورة بنت الإمام فيصل بن تركي. وهي من مخطوطات المكتبة السعودية بالرياض، ومحفوظة الآن في مكتبة الملك فهد الوطنية. وقد سجلت في المكتبة السعودية برقم 45/ 86 في 29/ 6/ 1392 هـ. وهي مما وردها من مكتبة الشيخ محمد

الصفحة

71/ 91

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الحمد للَّه الذي نَصَبَ الكائناتِ على ربوبيّته ووحدانيّته حُجَجًا، وحَجَبَ العقولَ والأبصارَ أن تجد إلى تكييفه منهجًا، وأوجب الفوزَ بالنجاة لمن شهد له بالوحدانية شهادةً لم يبغِ لها عوجًا، وجعل لمن لاذ به واتّقاه مِن كلِّ ضائقةٍ مخرجًا، وأعقبَ مِن ضيقِ الشدائدِ وضَنْكِ الأوابدِ لمن توكَّل عليه فرجًا، وجعل قلوبَ أوليائه متنقلةً في منازل عبوديته من الصبر والتوكّل والإنابة والتفويض والمحبّة والخوف والرَّجا.

فسبحان من أفاض على خلقه النعمة، وكتَب على نفسه الرحمة، وضمّن الكتابَ الذي كَتَبه أنّ رحمتَه تغلِبُ غضبَه. أسبغ على عباده نِعَمه الفُرادى والتُّؤام. وسخر لهم البرّ والبحر، والشمس والقمر، والليل والنهار، والعيون والأنهار، والضياءَ والظلام. وأرسل إِليهم رُسُله، وأنزل عليهم كُتُبه، يدعوهم إلى جواره في دار السلام. {فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا} [الأنعام/ 125].

فسبحان من أنْزَلَ على عَبْدِه الكتابَ ولَمْ يَجْعَلْ له عِوَجًا (1). ورفع لمن ائتمَّ به، فَأحلَّ حلالَهُ، وحرَّمَ حرامَهُ، وعمل بمحكمه، وآمن بمتشابهه، في مراقي السعادة درجًا. ووضع مَن (2) أعرض عنه، ولم

الصفحة

5/ 956

مرحباً بك !
مرحبا بك !