[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (22)]
المحقق: عثمان بن جمعة ضميرية
راجعه: خلدون بن محمد الأحدب - محمد أجمل الإصلاحي - سليمان بن عبد الله العمير
الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)
الطبعة: الرابعة، 1440 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)
عدد الصفحات: 562
آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (22) تحفة المودود بأحكام المولود تأليف الإمام أبي عبد الله محمد بن أبي بكر بن أيوب ابن قيم الجوزية (691 - 751) تحقيق عثمان بن جمعة ضميرية وفق المنهج المعتمد من الشيخ العلامة بكر بن عبد الله أبو زيد رحمه الله تعالى
دار عطاءات العلم - دار ابن حزم
فصل ومنها: الأسماءُ التي لها معانٍ تكرهُها النفوسُ ولا تلائمُها، كحربٍ، ومُرَّة، وكلبٍ، وحيَّة، وأشباهها. وقد تقدَّم الأثر الذي ذكره مالك في "مُوَطَّئِه" أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال ـ لِلَقْحَةٍ ـ: "مَنْ يحلبُ هذه؟ " فقام رجل، فقال: أنا، فقال: "ما اسمك؟ " قال الرجل: مُرَّة، فقال له: "اجْلِسْ". ثم قال: "من يحلبُ هذه؟ " فقام رجلٌ آخر فقال: أنا، فقال له: "ما اسمُك؟ " قال: حَرْبٌ، فقال له: "اجْلِسْ". ثم قال: "من يحلبُ هذه؟ " فقام رجلٌ فقال: أنا، قال: "ما اسمك؟ " قال: يَعِيش، فقال له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "احلبْ" (1).
فَكَرِهَ مباشرةَ المسمَّى بالاسمِ المكروهِ لحَلْبِ الشَّاةِ.
وقد كان النبيّ - صلى الله عليه وسلم - يشتدُّ عليه الاسم القبيح ويكرهه جدًّا من الأشخاص والأماكن والقبائل والجبال، حتى إنَّه مر في مسيرٍ له بين جبلين، فسأل عن اسمهما؟ فقيل له: فاضحٌ ومُخْزٍ، فعدلَ عنهما، ولم يمرَّ بينهما (2)، وكان - صلى الله عليه وسلم - شديد الاعتناء بذلك.