رسالة ابن القيم الى أحد اخوانه

رسالة ابن القيم الى أحد اخوانه

498 1

الكتاب: رسالة ابن القيم إلى أحد إخوانه [آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (5)]

المؤلف: أبو عبد الله محمد بن أبي بكر بن أيوب ابن قيم الجوزية (659 - 751)
المحقق: عبد الله بن محمد المديفر
راجعه: سليمان بن عبد الله العمير - جديع بن جديع الجديع
الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)
الطبعة: الخامسة، 1440 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)
عدد الصفحات: 70
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]

مشاركة

فهرس الموضوعات

دراسة موجزة للرِّسالة

مدى صحة نسبة الرسالة لابن القيم

نَسَب هذه الرسالة إلى ابن القيم فضيلة الشيخ بكر أبو زيد (1)، ولم يذكر أحدًا نسبها قبله، فلعله اعتمد على ما ورد في صفحتها الأولى من نسبتها إليه.

وإثبات صحة نسبتها إليه يحتاج إلى مقارنة منهج هذه الرسالة بمنهج ابن القيم في كتبه الثابتة له، ومقارنة بين نصوصها وبعض نصوصه في كتبه، وبين بعض عباراتها وبعض عباراته في كتبه، فإلى بيان ذلك:

أولًا: مقارنة منهج الرسالة بمنهج ابن القيم في كتبه الثابتة له:

تكلم عدد من المعاصرين عن منهج ابن القيم وأسلوبه في الكتابة، فذكروا عددًا من المناهج والأساليب التي اتبعها في التأليف والبحث، وها هي بعضها، مع المقارنة بينها وبين ما ورد في هذه الرسالة.

1 - من خصائص منهجه: الاعتماد على الأدلة من الكتاب والسنة (2). وهذه الخصيصة تظهر جلية في هذه الرسالة عمليًا وقوليًا، أما العملي فيظهر في مواضع عديدة من الرسالة، وأما القولي، فقال حينما تكلم عن الأصول التي تضمنتها آية (24) من

الصفحة

9/ 29

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الله المسؤولُ المرجو الإجابة أن يُحسِنَ إلى الأخ [علاء الدِّين] (1) في الدُّنيا والآخرة، وينفع (2) به، ويجعله مباركًا أينما كان. فإن بركة الرجل تعليمه للخير حيث حل، ونصحُه لكلِّ من اجتمع به، قال الله -تعالى- إخبارًا عن المسيح [عليه السلام]: {وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ} [مريم: 31] أي معلمًا للخير، داعيًا إلى ألله، مذكرًا به، مرغبًا في طاعته، فهذا من بركة الرجل، ومن خلا من هذا فقد خلا من البركة، ومحِقت بركة لقائه والاجتماع به، بل تُمْحق بركة من لقيه واجتمع به، فإنه يضيع الوقت في المَاجَرَيَاتِ (3)، ويفسد القلب. وكل آفة (4) تدخل على العبد، فسببها ضياعُ [الوقت] (5) وفساد القلب، وتعود بضياع [حظه] (6) من الله، ونقصان درجته ومنزلته عنده؛ ولهذا

الصفحة

3/ 70

مرحبا بك !
مرحبا بك !