
[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (5)]
المحقق: عبد الله بن محمد المديفر
راجعه: سليمان بن عبد الله العمير - جديع بن جديع الجديع
الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)
الطبعة: الخامسة، 1440 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)
عدد الصفحات: 70
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
(الأصل)، و (ب)، و (ج)، و (د)، وكان الاعتماد في التحقيق والمقابلة على النسخ الثلاث الأولى، أما النسخة (د) فلم أرجع إليها إلا نادرًا؛ للتَّعضيد؛ لما يأتي من الأسباب عند الحديث عن هذه النسخة. 1 - النسخة (الأصل): هذه النسخة محفوظة في دار الكتب المصرية في القاهرة برقم (13) مجاميع، بعنوان: (رسالة لابن قيم الجوزية)، ورقم الفيلم هو: (53073)، ضمن مجموعة أولها كتاب (الداء والدواء) لابن القيم، مؤرخ آخر هذا الكتاب في سنة (1187 من الهجرة)، ويليه -بعد ستة أسطر دخيلة فيها توسل بالنبي - صلى الله عليه وسلم - هذه النسخة في عشر ورقات، من (140 / أ) إلى (149/ أ) ثم يليها رسالة سُمِّيت (رد القبورية) منتخبة من (إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان)، وينتهي المجموع بورقة (192). مسطرتها (20 × 15 سم)، وكل صفحة تحوي (23) سطرًا، مكتوبة بخط جيد واضح، وتاريخ كتابتها غير مدون عليها، لكن الخط الذي كتبت به مشابه للخط الذي كتب به الكتاب الذي قبلها وهو مدون في الربع الأخير من القرن الثاني عشر الهجري كما سبق آنفًا، وناسخها مجهول. وعرَّفت النسخةُ الرسالة بقولها: "هذا كتاب أرسله الشيخ، الإمام، العالم، العلامة، شيخ الإسلام،. مفتي المسلمين، أبو عبد الله محمد بن أبي بكر، المعروف بابن قيم الجوزية -رحمه الله تعالى-، كتبه إلى بعض إخوانه في الله تعالى".
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الله المسؤولُ المرجو الإجابة أن يُحسِنَ إلى الأخ [علاء الدِّين] (1) في الدُّنيا والآخرة، وينفع (2) به، ويجعله مباركًا أينما كان. فإن بركة الرجل تعليمه للخير حيث حل، ونصحُه لكلِّ من اجتمع به، قال الله -تعالى- إخبارًا عن المسيح [عليه السلام]: {وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ} [مريم: 31] أي معلمًا للخير، داعيًا إلى ألله، مذكرًا به، مرغبًا في طاعته، فهذا من بركة الرجل، ومن خلا من هذا فقد خلا من البركة، ومحِقت بركة لقائه والاجتماع به، بل تُمْحق بركة من لقيه واجتمع به، فإنه يضيع الوقت في المَاجَرَيَاتِ (3)، ويفسد القلب. وكل آفة (4) تدخل على العبد، فسببها ضياعُ [الوقت] (5) وفساد القلب، وتعود بضياع [حظه] (6) من الله، ونقصان درجته ومنزلته عنده؛ ولهذا