[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (5)]
المحقق: عبد الله بن محمد المديفر
راجعه: سليمان بن عبد الله العمير - جديع بن جديع الجديع
الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)
الطبعة: الخامسة، 1440 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)
عدد الصفحات: 70
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
لغيره بثمن بخس ... ".
3 - ورد في الرسالة: "ومدار الدين على هذه القواعد الأربع، وهي: الحب والبغض، ويترتب عليهما الفعل والترك والعطاء والمنع، فمن استكمل أن يكون هذا كله لله استكمل الإيمان، وما نقص منها أن يكون لله، عاد بنقص إيمان العبد" ص 36.
وقال ابن القيم في كتاب (الروح) (1): "والدين كله يدور على أربع قواعد: حب وبغض، ويترتب عليهما فعل وترك، فمن كان حبه وبغضه وفعله وتركه لله فقد استكمل الإيمان، ... وما نقص من أصنافه هذه الأربعة نقص من إيمانه ودينه بحسبه".
هده نماذج رأيت أنها تكفي للدلالة على المقصود عن ذكر غيرها.
ثالثًا: مقارنة بعض عبارات الرسالة بعبارات ابن القيم في كتبه:
وردت في أول سطر من الرسالة بعد البسملة عبارة (الله المسؤول المرجو الإجابة)، فهل استعمل ابن القيم هذه العبارة في شيء من كتبه؟
لقد وردت هذه العبارة كاملة في ثلاثة من كتبه (2). وورد الجزء الأول منها في مواضع عديدة من كتبه.
ونحو هذا الكلام يقال على عباراته في خاتمة الرسالة.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الله المسؤولُ المرجو الإجابة أن يُحسِنَ إلى الأخ [علاء الدِّين] (1) في الدُّنيا والآخرة، وينفع (2) به، ويجعله مباركًا أينما كان. فإن بركة الرجل تعليمه للخير حيث حل، ونصحُه لكلِّ من اجتمع به، قال الله -تعالى- إخبارًا عن المسيح [عليه السلام]: {وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ} [مريم: 31] أي معلمًا للخير، داعيًا إلى ألله، مذكرًا به، مرغبًا في طاعته، فهذا من بركة الرجل، ومن خلا من هذا فقد خلا من البركة، ومحِقت بركة لقائه والاجتماع به، بل تُمْحق بركة من لقيه واجتمع به، فإنه يضيع الوقت في المَاجَرَيَاتِ (3)، ويفسد القلب. وكل آفة (4) تدخل على العبد، فسببها ضياعُ [الوقت] (5) وفساد القلب، وتعود بضياع [حظه] (6) من الله، ونقصان درجته ومنزلته عنده؛ ولهذا