
[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (5)]
المحقق: عبد الله بن محمد المديفر
راجعه: سليمان بن عبد الله العمير - جديع بن جديع الجديع
الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)
الطبعة: الخامسة، 1440 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)
عدد الصفحات: 70
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
وقد جعلت هذه النسخة هي المعتمدة في التحقيق، للآتي:
أ - أنها سلمت من السقط الذي اعترى النسخ الأخرى جميعها.
ب - أن الأخطاء التي فيها أقل من النسخ الأخرى.
2 - النسخة (ب):
محفوظة بالمكتبة المحمودية في مكتبة الملك عبد العزيز بالمدينة النبوية، برقم (2797) مجاميع، بعنوان: (رسالة أرسلها ابن القيم إلى بعض إخوانه).
تقع المخطوطة في خمس عشرة ورقة، وهي بخط جيد واضح، وخطها وأوراقها يشيران إلى أنها من مخطوطات القرن الثاني عشر الهجري تقديرًا، ناسخها عبد الله بن موسى (1)، ومسطرتها (13 × 8.5 سم)، وعدد الأسطر فيها أربعة عشر سطرًا.
وقد وقع بها سقط من وسطها، بمقدار اثنين وثلاثين سطرًا مطبوعًا، ويذكر ناسخ هذه النسخة أن السقط موجود في النسخة التي نقل عنها.
والمخطوطة تقع ثانية في المجموع التي هي فيه، ويحوي المجموع رسالتين، الرسالة الأخرى لم يذكر عليها اسم مؤلفها.
وعرَّفت النسخةُ الرسالة بقولها: "هذا كتاب أرسله الشيخ، الإمام، العالم، العلامة، أبو عبد الله محمد بن أبي بكر، المعروف
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الله المسؤولُ المرجو الإجابة أن يُحسِنَ إلى الأخ [علاء الدِّين] (1) في الدُّنيا والآخرة، وينفع (2) به، ويجعله مباركًا أينما كان. فإن بركة الرجل تعليمه للخير حيث حل، ونصحُه لكلِّ من اجتمع به، قال الله -تعالى- إخبارًا عن المسيح [عليه السلام]: {وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ} [مريم: 31] أي معلمًا للخير، داعيًا إلى ألله، مذكرًا به، مرغبًا في طاعته، فهذا من بركة الرجل، ومن خلا من هذا فقد خلا من البركة، ومحِقت بركة لقائه والاجتماع به، بل تُمْحق بركة من لقيه واجتمع به، فإنه يضيع الوقت في المَاجَرَيَاتِ (3)، ويفسد القلب. وكل آفة (4) تدخل على العبد، فسببها ضياعُ [الوقت] (5) وفساد القلب، وتعود بضياع [حظه] (6) من الله، ونقصان درجته ومنزلته عنده؛ ولهذا