روضة المحبين ونزهة المشتاقين

روضة المحبين ونزهة المشتاقين

5247 8

[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (23)]
حققه: محمد عزير شمس
راجعه: سليمان بن عبد الله العمير- محمد أجمل الإصلاحي
الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)
الطبعة: الرابعة، 1440 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)
عدد الصفحات: 649
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]

مشاركة

فهرس الموضوعات

ونزهة البساتين» (1) ثم بعنوان «نزهة المشتاقين» (2)، فظنهما كتابين، فأبعد النجعة. ولكثرة أوهامه وتصحيفاته لا يُوثق بشيء مما ينفرد به عند العلماء والباحثين، فلا يُلتفت إليه.
ومما يؤكّد صحة نسبة الكتاب إلى ابن القيم أنه أورد فيه من نونيته المشهورة أبياتًا كثيرة، كما ذكر نماذج أخرى من شعره، ونقل عن شيخه شيخ الإسلام فوائد وتحقيقات في مواضع من الكتاب. وهناك عبارات ونصوص في بعض الموضوعات مشتركة بين هذا الكتاب وكتب ابن القيم الأخرى، وخاصةً كتاب «الداء والدواء» الذي يحتوي على كثير مما ذكره المؤلف في «روضة المحبين» في آفات النظر، وعقوبة اللواط، وفوائد غض البصر، ومراتب الحب، وأن كل حركة في العالم فأصلها المحبة، والكلام على العشق وما فيه من المفاسد، وأقسام العشاق، والكلام على حديث «من عشق فعفَّ». (انظر: الداء والدواء ص 348 ـ 353، 392 ـ 405، 415 ـ 422، 426 ـ 447، 466 ـ 476، 482 وما بعدها، 567 ـ 568، 568 ـ 573) [تحقيق الدكتور محمد أجمل الإصلاحي].
وسيأتي ذكر من نقل عن الكتاب واقتبس منه في مبحث مستقل.

الصفحة

7/ 35

صغيرٍ، ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «آذنْ من حولك» فكانت تلك وليمةَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على صفية، ثم خرجنا إلى المدينة، فرأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُحَوِّي لها وراءه بعباءةِ، ثم يجلس عند بعيره فيضعُ ركبته، فتضعُ صفيةُ رجلها عند ركبته حتى تركب.
وعند أبي داود (1) في هذه القصَّة قال: وقع في سهم دِحية جاريةٌ جميلةٌ، فاشتراها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بسبعة أرْؤُس، ثمَّ دفعها إلى أُم سُليم، تُصنِّعُها، وتهيئُها، وتعتدُّ في بيتها، وهي صفية بنتُ حُيَيٍّ.
وقال أبو عبيدة (2): حجَّ عبد الملك بنُ مروان ومعه خالد بن يزيد بن معاوية، وكان خالد هذا من رجال قريش المعدودين، وكان عظيم القدر عند عبد الملك، فبينا هو يطوفُ بالبيت، إذ بَصُرَ برملة بنت الزُّبير بن العوام، فعشقها عشقًا شديدًا، ووقعت بقلبه وقوعًا متمكِّنًا، فلما أراد عبد الملك القُفُول؛ همَّ خالدٌ بالتخلُّف عنه، فوقع بقلب عبد الملك تهمة، فبعث إليه، فسأله عن أمره، فقال: يا أمير المؤمنين! رملةُ بنت الزُّبير، رأيتها تطوفُ بالبيت، فأذهلت عقلي، والله ما أبديتُ إليك ما بي حتى عِيلَ صبري، ولقد عرضتُ النوم على عيني، فلم تقبله، والسُّلُوَّ على قلبي، فامتنع منه. فأطال عبد الملك التَّعجُّبَ من ذلك، وقال: ما

الصفحة

2/ 649

مرحبًا بك !
مرحبا بك !