
[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (23)]
حققه: محمد عزير شمس
راجعه: سليمان بن عبد الله العمير- محمد أجمل الإصلاحي
الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)
الطبعة: الرابعة، 1440 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)
عدد الصفحات: 649
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
8 - «الواضح المبين» لمغلطاي (ت 762)، اعتمد فيه المؤلف على كتب العشق التي سبقته، وبدأ كتابه بروايات متعددة لحديث: «من عشق فعف ... »، ثم تحدث عن الحب وذكر تعريفاتٍ وأقوالًا كثيرة، ثم رتب أسماء العشاق وأخبارهم على حروف المعجم، وحذف الأسانيد من الأخبار إلا فيما يتعلق بالحديث النبوي. وقد أورد فيه بعض الأخبار المنكرة التي امتُحن من أجلها واعتُقل.
هذه أشهر الكتب التي وصلت إلينا مما أُلِّف في هذا الباب إلى عهد ابن القيم، وقد اعتمد على بعض منها، وانتقى الأخبار والأشعار الواردة فيها، ورتبها ترتيبًا جديدًا. ولم يقتصر على النقل والاقتباس من الكتب وإيراد الأخبار والأشعار فقط، بل علَّق عليها بكلامه وشرحها، واستخرج الدروس والعبر منها، وأضاف إليها كثيرًا من الفوائد والنكت والمسائل في الحديث والتفسير والفقه والسلوك وغيرها، وهذه ميزة انفرد بها كتاب «روضة المحبين» من بين الكتب المؤلفة في هذا الباب، وقد قمنا بفهرسة هذه الفوائد المنثورة في آخر الكتاب، فأغنانا عن ذكرها هنا.
وهناك ميزة أخرى للكتاب، وهي أن ابن القيم يقدِّم لأغلب الأبواب والفصول بكلام مفيد يُمهِّد به لذكر الأخبار والآثار الواردة فيها، فهو لم يقتصر على جمع الأخبار والأشعار وانتقائها، بل كان له رأي واضح في
صغيرٍ، ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «آذنْ من حولك» فكانت تلك وليمةَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على صفية، ثم خرجنا إلى المدينة، فرأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُحَوِّي لها وراءه بعباءةِ، ثم يجلس عند بعيره فيضعُ ركبته، فتضعُ صفيةُ رجلها عند ركبته حتى تركب.
وعند أبي داود (1) في هذه القصَّة قال: وقع في سهم دِحية جاريةٌ جميلةٌ، فاشتراها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بسبعة أرْؤُس، ثمَّ دفعها إلى أُم سُليم، تُصنِّعُها، وتهيئُها، وتعتدُّ في بيتها، وهي صفية بنتُ حُيَيٍّ.
وقال أبو عبيدة (2): حجَّ عبد الملك بنُ مروان ومعه خالد بن يزيد بن معاوية، وكان خالد هذا من رجال قريش المعدودين، وكان عظيم القدر عند عبد الملك، فبينا هو يطوفُ بالبيت، إذ بَصُرَ برملة بنت الزُّبير بن العوام، فعشقها عشقًا شديدًا، ووقعت بقلبه وقوعًا متمكِّنًا، فلما أراد عبد الملك القُفُول؛ همَّ خالدٌ بالتخلُّف عنه، فوقع بقلب عبد الملك تهمة، فبعث إليه، فسأله عن أمره، فقال: يا أمير المؤمنين! رملةُ بنت الزُّبير، رأيتها تطوفُ بالبيت، فأذهلت عقلي، والله ما أبديتُ إليك ما بي حتى عِيلَ صبري، ولقد عرضتُ النوم على عيني، فلم تقبله، والسُّلُوَّ على قلبي، فامتنع منه. فأطال عبد الملك التَّعجُّبَ من ذلك، وقال: ما