روضة المحبين ونزهة المشتاقين

روضة المحبين ونزهة المشتاقين

5170 8

[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (23)]
حققه: محمد عزير شمس
راجعه: سليمان بن عبد الله العمير- محمد أجمل الإصلاحي
الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)
الطبعة: الرابعة، 1440 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)
عدد الصفحات: 649
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]

مشاركة

فهرس الموضوعات

والواقع أنه نقل عنه كثيرًا، وخاصةً في فصول المقدمة والأبواب الأولى منه. وكل من يقارن بين النصوص المشتركة الواردة في كلٍّ من «ديوان الصبابة» و «روضة المحبين» يتبين له صحة هذا الأمر، ويتأكد له أن ابن أبي حجلة كان عالة على كتاب ابن القيم، وإن كان أضاف إليه فوائد وزوائد، وعقد بعض الأبواب التي لم يرد ذكرها إلا في «ديوان الصبابة»، كما أورد المؤلف من شعره وشعر المتأخرين في مواضع منه، ولم يتورع عن الفحش والمجون والوصف الصريح في هذا الباب، على عكس ابن القيم الذي نزَّه كتابه عن هذا إلا نادرًا.
ثم جاء سبط ابن العجمي (ت 884) فنقل عنه في كتابه «كنوز الذهب في تاريخ حلب» (1/ 56)، وكذا نقل عنه صاحب كتاب «صُبَابة المُعَاني وصَبَّابة المعاني» من علماء القرن الحادي عشر، طبع مركز الملك فيصل بالرياض، نقل عنه وسمى كتابه (ص 101)، ونقل عنه دون تسمية عند ذكر الصبابة (ص 127) (1).
ثم جاء المؤلف المشهور مرعي بن يوسف الحنبلي (ت 1033)، فألَّف كتابًا في هذا الموضوع، وسمَّاه «مُنْية المحبين وبُغية العاشقين»، وتوجد منه عدة نسخ، منها نسخة في دار الكتب المصرية [أدب 6252]، وأخرى في دار الكتب أيضًا [طلعت أدب 4648]، وثالثة في الإسكندرية [أدب 170]. ولم أتمكن من الحصول على شيء منها لأحكم على قيمة

الصفحة

23/ 35

صغيرٍ، ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «آذنْ من حولك» فكانت تلك وليمةَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على صفية، ثم خرجنا إلى المدينة، فرأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُحَوِّي لها وراءه بعباءةِ، ثم يجلس عند بعيره فيضعُ ركبته، فتضعُ صفيةُ رجلها عند ركبته حتى تركب.
وعند أبي داود (1) في هذه القصَّة قال: وقع في سهم دِحية جاريةٌ جميلةٌ، فاشتراها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بسبعة أرْؤُس، ثمَّ دفعها إلى أُم سُليم، تُصنِّعُها، وتهيئُها، وتعتدُّ في بيتها، وهي صفية بنتُ حُيَيٍّ.
وقال أبو عبيدة (2): حجَّ عبد الملك بنُ مروان ومعه خالد بن يزيد بن معاوية، وكان خالد هذا من رجال قريش المعدودين، وكان عظيم القدر عند عبد الملك، فبينا هو يطوفُ بالبيت، إذ بَصُرَ برملة بنت الزُّبير بن العوام، فعشقها عشقًا شديدًا، ووقعت بقلبه وقوعًا متمكِّنًا، فلما أراد عبد الملك القُفُول؛ همَّ خالدٌ بالتخلُّف عنه، فوقع بقلب عبد الملك تهمة، فبعث إليه، فسأله عن أمره، فقال: يا أمير المؤمنين! رملةُ بنت الزُّبير، رأيتها تطوفُ بالبيت، فأذهلت عقلي، والله ما أبديتُ إليك ما بي حتى عِيلَ صبري، ولقد عرضتُ النوم على عيني، فلم تقبله، والسُّلُوَّ على قلبي، فامتنع منه. فأطال عبد الملك التَّعجُّبَ من ذلك، وقال: ما

الصفحة

2/ 649

مرحبًا بك !
مرحبا بك !