روضة المحبين ونزهة المشتاقين

روضة المحبين ونزهة المشتاقين

7592 9

[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (23)]
حققه: محمد عزير شمس
راجعه: سليمان بن عبد الله العمير- محمد أجمل الإصلاحي
الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)
الطبعة: الرابعة، 1440 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)
عدد الصفحات: 649
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]

مشاركة

فهرس الموضوعات

هذه الطبعة: سبق أن للكتاب نسخًا عديدة، اعتمد على ثلاث منها الأستاذ أحمد عبيد في نشرته، وبعد البحث والتتبع وجدتُ ذكر ثلاث نسخ أخرى في فهارس المكتبات، فسعيتُ للحصول عليها، إلا أنني لم أفلح في تصويرها غير نسخة واحدة هي أقدم النسخ، كتبت سنة 759، أي بعد وفاة المؤلف بثماني سنوات. وهي نسخة مضبوطة بالشكل الكامل، ومكتوبة بخط نسخي جميل كما سبق. وقد صححتُ كثيرًا من الأخطاء والتحريفات الموجودة في جميع الطبعات، واستدركت الكلمات والأسطر الساقطة منها. وقمت أيضًا بمراجعة نسخة تشستربيتي، وظهر لي بعد المقابلة أنها كثيرة التحريف والتصحيف والسقط، وليست مثل الأولى في الصحة والجودة.
فكان من منهجي في هذه النشرة أن قابلت المطبوعة (م) على نسختي توبنجن (ت) وتشستربيتي (ش)، وأثبتُّ الصواب أو الراجح في المتن، ولم أشر إلى الأخطاء والتحريفات الواضحة، فلا فائدة من إثباتها، وذكرتُ من الفروق ما يكون له وجه في القراءة والإعراب، وأغفلتُ الإشارة إلى السقط والتحريف، وقمتُ بضبط الشعر خاصةً وإصلاح الخلل الواقع فيه بالاعتماد على النسختين والمطبوعة ومصادر التخريج.

الصفحة

34/ 35

صغيرٍ، ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «آذنْ من حولك» فكانت تلك وليمةَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على صفية، ثم خرجنا إلى المدينة، فرأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُحَوِّي لها وراءه بعباءةِ، ثم يجلس عند بعيره فيضعُ ركبته، فتضعُ صفيةُ رجلها عند ركبته حتى تركب.
وعند أبي داود (1) في هذه القصَّة قال: وقع في سهم دِحية جاريةٌ جميلةٌ، فاشتراها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بسبعة أرْؤُس، ثمَّ دفعها إلى أُم سُليم، تُصنِّعُها، وتهيئُها، وتعتدُّ في بيتها، وهي صفية بنتُ حُيَيٍّ.
وقال أبو عبيدة (2): حجَّ عبد الملك بنُ مروان ومعه خالد بن يزيد بن معاوية، وكان خالد هذا من رجال قريش المعدودين، وكان عظيم القدر عند عبد الملك، فبينا هو يطوفُ بالبيت، إذ بَصُرَ برملة بنت الزُّبير بن العوام، فعشقها عشقًا شديدًا، ووقعت بقلبه وقوعًا متمكِّنًا، فلما أراد عبد الملك القُفُول؛ همَّ خالدٌ بالتخلُّف عنه، فوقع بقلب عبد الملك تهمة، فبعث إليه، فسأله عن أمره، فقال: يا أمير المؤمنين! رملةُ بنت الزُّبير، رأيتها تطوفُ بالبيت، فأذهلت عقلي، والله ما أبديتُ إليك ما بي حتى عِيلَ صبري، ولقد عرضتُ النوم على عيني، فلم تقبله، والسُّلُوَّ على قلبي، فامتنع منه. فأطال عبد الملك التَّعجُّبَ من ذلك، وقال: ما

الصفحة

2/ 649

مرحباً بك !
مرحبا بك !