روضة المحبين ونزهة المشتاقين

روضة المحبين ونزهة المشتاقين

7597 9

[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (23)]
حققه: محمد عزير شمس
راجعه: سليمان بن عبد الله العمير- محمد أجمل الإصلاحي
الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)
الطبعة: الرابعة، 1440 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)
عدد الصفحات: 649
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]

مشاركة

فهرس الموضوعات

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد، فهذا كتاب «روضة المحبين ونزهة المشتاقين» للإمام ابن قيم الجوزية، نقدِّمه إلى القراء في طبعة جديدة بالاعتماد على أقدم نسخة خطية وصلت إلينا منه، وتصحيح كثير من الأخطاء الواردة في طبعاته المختلفة. وقد بذلنا جهدًا كبيرًا في مراجعة النصوص والأخبار والأشعار الواردة فيه، وتخريجها من المصادر التي نقل عنها المؤلف، وضبط الشعر وإصلاح الخلل الواقع فيه، وتقويم النصّ في ضوء ما توفَّر لدينا من المراجع.
وهذا الكتاب ـ كما سيأتي ـ أفضل الكتب التي ألِّفت في موضوع الحبِّ، أورد فيه المؤلف من الفوائد العلمية والتنبيهات والنكت والمناقشات ما لا نجده في كتاب آخر في هذا الباب، وانتقى فيه الأخبار والأشعار، ونزّهه عن الفحش والمجون وما يُخِلّ بالآداب الإسلامية، وإذا ورد شيء من ذلك فهو نادر.
وهذه فصول أقدِّمها بين يدي الكتاب ليكون القراء على دراية بالكتاب ومنهج مؤلفه، أتحدث فيها عما يخصّ الكتاب من نواحٍ مختلفة.

الصفحة

5/ 35

قال: فسألتها عن صاحب القبر، فقالت: فتًى رافقته في الصِّبا، وأنشأت تقول: [132 ب] كُنَّا كزوج حمامةٍ في أيْكةٍ ... متمتعين بصحَّةٍ وشباب فغدا الزَّمان مشتِّتًا بفراقه ... إنَّ الزَّمان مفرِّقُ الأحْباب

قال: فبكيت لرِقَّة شعرها، فأنشأتْ تقول: تبكي عليه ولستَ تعرفُ أمره ... فلأُعلِمنَّك حاله ببيان ما كان للعافين غيرُ نواله ... فإذا استُجير ففارسُ الفُرْسان لا يُتبعُ الجيرانَ رِقَّةَ طرفه ... ويتابع الإحسان للجيران عفُّ السريرة والجهيرة مثلها ... فإذا استُضيم أراك فَتْكَ طِعان

فقلت: أعلميني مَنْ هو؟ قالت: سنانُ بنُ وبرة الذي يقول فيه الشاعر: يا رائدًا غيْثًا لنُجعة قومه ... يكفيك من غيثٍ نوالُ سنان

ثم قالت: يا هذا! والله لولا أنك غريبٌ ما متَّعتُك من حديثي. قلت: فكيف كان حبُّه لك؟ قالت: ما كان يوسِّدني إذا نمتُ إلَّا يده، فمكثتُ معه أربعة أحوال ما توسَّدتُ غيرها إلا في حالٍ يمنعُه مانع.
وقال سعيد بن يحيى الأمويُّ (1): حدَّثني عمي محمَّدُ بنُ سعيد،

الصفحة

480/ 649

مرحباً بك !
مرحبا بك !