
الكتاب: متن القصيدة النونية
المؤلف: محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد شمس الدين ابن قيم الجوزية (ت ٧٥١هـ)
الناشر: مكتبة ابن تيمية، القاهرة
الطبعة: الثانية، ١٤١٧هـ
عدد الصفحات: ٣٦٧
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
202 - وَاذْكُرْ مَقاتِلَهُمْ لفُرسَانِ الهُدى ... لِلَّه دَرُّ مَقاتِلِ الفُرسَانِ
203 - وادْرَأْ بِلفظِ النَّصِّ فِي نَحْرِ العِدَا ... وارجُمْهُمُ بثَواقِبِ الشُّهْبَانِ
204 - لَا تَخشَ كَثْرَتَهُم فهمْ هَمَجُ الوَرَى ... وذُبابُه أَتَخافُ مِنْ ذِبَّانِ
205 - واشْغَلْهُمُ عنْدَ الجِدَالِ ببعْضِهِمْ ... بعضًا فَذَاكَ الْحَزْمُ للْفُرسَانِ
206 - وإِذا هُمُ حَمَلُوا عَلَيْكَ فَلَا تَكُنْ ... فَزِعًا لِحَمْلَتِهِمْ وَلَا بجَبَانِ
207 - وَاثبُتْ وَلَا تحمِلْ بِلَا جُنْدٍ فَما ... هَذَا بمحْمُودٍ لدَى الشُّجْعَانِ
208 - فإذَا رأيتَ عِصَابَةَ الإسْلامِ قَدْ ... وَافَتْ عسَاكِرُهَا مَعَ السُّلْطَانِ
209 - فهنَاكَ فاخْتَرِقِ الصُّفُوفَ وَلَا تَكُنْ ... بالعَاجِزِ الوَانِي وَلَا الفَزْعَانِ
210 - وتعرَّ منْ ثوبَيْنِ مَنْ يَلبَسْهُما ... يَلْقَ الرَّدَى بمذمَّةٍ وهَوَانِ
211 - ثوبٌ من الجهْلِ المركَّبِ فَوْقَهُ ... ثَوبُ التعَصُّب بئْسَتِ الثَّوبَانِ
212 - وتَحَلَّ بالإنْصَافِ أفْخرِ حُلَّةٍ ... زِينَتْ بهَا الأعطافُ والكَتِفَانِ
213 - واجعَلْ شعارَكَ خشيةَ الرَّحمنِ مَعْ ... نُصْحِ الرَّسُولِ فحَبَّذا الأمْرَانِ
214 - وتَمَسَّكَنَّ بِحَبْلِهِ وَبِوَحْيِهِ ... وتَوَكَّلَنَّ حَقيقَةَ التُّكْلَانِ
215 - فالحَقُّ وَصْفُ الرَّبِّ وَهْوَ صِراطُهُ الىـ ... ـهَادِي إِلَيْهِ لصَاحِبِ الإيمَانِ
216 - وهُوَ الصِّراطُ عَلَيْهِ رَبُّ العَرْشِ أَيْ ... ضًا ذِا وَذَا قَدْ جَاءَ فِي الْقرْآنِ
217 - والحَقُّ منْصُورٌ ومُمْتَحَنٌ فَلَا ... تَعْجَبْ فهَذِي سنَّةُ الرَّحمنِ
218 - وَبِذَاكَ يظهرُ حِرْبُهُ مِنْ حَرْبِهِ ... وَلأجْل ذَاكَ النَّاسُ طَائِفَتَانِ
219 - ولأجْلِ ذَاكَ الحربُ بَيْنَ الرُّسْلِ وَالْـ ... ـكُفَّارِ مُذْ قَامَ الوَرَى سَجْلانِ
220 - لكنَّمَا العُقْبَى لأهْلِ الحَقِّ إنْ ... فَاتَتْ هُنَا كَانَتْ لَدَى الدَّيَّانِ
221 - واجعَلْ لقلْبِكَ هِجْرَتَينِ وَلَا تَنَمْ ... فهُما عَلَى كلِّ امْرِئٍ فَرْضانِ
222 - فالهِجْرةُ الأُولى إلَى الرَّحْمنِ بالْـ ... إِخلَاصِ فِي سِرٍّ وفِي إعْلَانِ 223 - فالقصدُ وجهُ الله بالأقْوَالِ والْـ ... أعْمالِ والطاعَاتِ والشُّكْرَانِ 224 - فبِذاكَ ينْجُو العَبْدُ منْ إشْراكِهِ ... ويصيرُ حقًّا عَابدَ الرَّحمنِ