
[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (24)]
المحقق: عبد الرحمن بن حسن بن قائد
راجعه: محمد أجمل الإصلاحي- سليمان بن عبد الله العمير
الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)
الطبعة: الثالثة، 1440 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)
عدد الأجزاء: 3 (في ترقيم واحد متسلسل)
عدد الصفحات: 1603
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
- طبعة دار الكتاب العربي, تحقيق محمد الإسكندراني.
- طبعة دار ابن حزم.
- طبعة دار الكتب العلمية.
- طبعة دار الفكر.
وكان من آخر طبعات الكتاب طبعتان: الأولى: طبعة دار ابن عفان, بتحقيق علي حسن الحلبي, واعتمد على طبعة السعادة أو ما نُشِر عنها, فجاءت كهي في التحريف والسقط, وأضاف إليها
تحريفات جديدة وأغلاطًا في الضبط وتعليقات ليست من العلم في شيء, ولا أثر في عمله لما زعم أنه رجع إليه من النسخ الخطية على تأخر زمانها.
والثانية: طبعة دار ابن خزيمة, بتحقيق عامر علي ياسين, واعتمد كذلك على المطبوعة، وقابل نصفها تقريبًا على قطعة خطية متأخرة من النسخ النجدية, واجتهد في التعليق على القضايا الطبية ونحوها بما استجد من علوم العصر, وحاول إصلاح ما استشكله من عبارات الكتاب, لكنه أسرف في التغيير والزيادة, وبقي السقط والتحريف على حاله في مواضع كثيرة.
ولم تعتن الطبعتان بتوثيق النقول ومقابلتها, وتخريج النصوص سوى الأحاديث المرفوعة.
وقد أفردتهما بكلمة ضربت فيها بعض المُثل لما أوجزت هنا (1).
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الحمد لله الذي سَهَّل لعباده المتقين إلى مرضاته سبيلا، وأوضحَ لهم طريقَ الهداية وجعل اتباعَ الرسول عليها دليلا، واتَّخذهم عبيدًا (1) له فأقرُّوا له بالعبودية ولم يتَّخذوا من دونه وكيلا، وكتَب في قلوبهم الإيمانَ وأيَّدهم برُوحٍ منه، لمَّا رضوا بالله ربًّا وبالإسلام دينًا وبمحمدٍ رسولا.
والحمدُ لله الذي أقام في أزمنة الفَتَرات من يكونُ ببيان سُنن المرسلين كفيلا، واختصَّ هذه الأمةَ بأنه لا تزالُ فيها طائفةٌ على الحقِّ لا يضرُّهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمرُه ولو اجتَمع الثقلان على حربهم قَبِيلا.
يَدْعُون من ضلَّ إلى الهدى، ويصبرون منهم على الأذى، ويبصِّرون بنور الله أهلَ العمى، ويُحْيُون بكتابه الموتى؛ فهم أحسنُ الناس هديًا وأقومُهم قِيلا.
فكم مِنْ قتيلٍ لإبليس قد أحْيَوْه، ومِنْ ضالٍّ جاهلٍ لا يعلمُ طريقَ رُشْدِه قد هَدَوْه، ومِنْ مبتدعٍ في دين الله بشُهب الحقِّ قد رَمَوْه؛ جهادًا في الله، وابتغاءَ مرضاته، وبيانًا لحُجَجه على العالمين وبيِّناته، وطلبًا للزلفى لديه ونَيل رضوانه وجناته، فحارَبوا (2) في الله من خرج عن دينه القويم، وصراطه المستقيم، الذين عَقَدوا ألويةَ البدعة، وأطلقوا أعِنَّةَ الفتنة، وخالفوا الكتاب،