[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (24)]
المحقق: عبد الرحمن بن حسن بن قائد
راجعه: محمد أجمل الإصلاحي- سليمان بن عبد الله العمير
الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)
الطبعة: الثالثة، 1440 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)
عدد الأجزاء: 3 (في ترقيم واحد متسلسل)
عدد الصفحات: 1603
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
6 - نسخة مكتبة أيا صوفيا (ي): وهي نسخةٌ خزائنية، كتبت سنة 786، في 328 ورقة، بخطٍّ نسخيٍّ جميل، لكنه كثير التحريف.
وأصلها في مكتبة أيا صوفيا بتركيا، برقم (2085).
وأسفل صفحة العنوان: "قد وقف هذه النسخة الجليلة سلطاننا الأعظم والخاقان المعظَّم ... : السلطان بن السلطان الغازي محمود خان وقفًا صحيحًا شرعيًّا لمن طالع واسترشد، ... حرَّره الفقير أحمد شيخ زاده المفتش بأوقاف الحرمين الشريفين ... ".
ولم يذكر اسم ناسخها، وأشك في تاريخ النسخ المذكور في خاتمة النسخة، ولعله منقولٌ من الأصل الذي نقلت عنه.
وليس عليها ما يدل على مقابلتها بأصلها أو بغيره، سوى تصحيحات متناثرة في طررها، ولعلها استدركت أثناء النسخ، أو لعلها كذلك في الأصل المنقول عنه.
ولذلك لم أثبت قراءاتها وفروقها في حواشي التحقيق، وعدتُ إليها في المواضع المشكلة وانقلبتُ وما تنديتُ منها بشيء.
7 - نسخة المختصر (ص): واسم الكتاب، كما كتب على لوحة العنوان: "غاية المرام والإرادة المختار من مفتاح دار السعادة تأليف الإمام محمد بن أبي بكر الشهير بابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى ".
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الحمد لله الذي سَهَّل لعباده المتقين إلى مرضاته سبيلا، وأوضحَ لهم طريقَ الهداية وجعل اتباعَ الرسول عليها دليلا، واتَّخذهم عبيدًا (1) له فأقرُّوا له بالعبودية ولم يتَّخذوا من دونه وكيلا، وكتَب في قلوبهم الإيمانَ وأيَّدهم برُوحٍ منه، لمَّا رضوا بالله ربًّا وبالإسلام دينًا وبمحمدٍ رسولا.
والحمدُ لله الذي أقام في أزمنة الفَتَرات من يكونُ ببيان سُنن المرسلين كفيلا، واختصَّ هذه الأمةَ بأنه لا تزالُ فيها طائفةٌ على الحقِّ لا يضرُّهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمرُه ولو اجتَمع الثقلان على حربهم قَبِيلا.
يَدْعُون من ضلَّ إلى الهدى، ويصبرون منهم على الأذى، ويبصِّرون بنور الله أهلَ العمى، ويُحْيُون بكتابه الموتى؛ فهم أحسنُ الناس هديًا وأقومُهم قِيلا.
فكم مِنْ قتيلٍ لإبليس قد أحْيَوْه، ومِنْ ضالٍّ جاهلٍ لا يعلمُ طريقَ رُشْدِه قد هَدَوْه، ومِنْ مبتدعٍ في دين الله بشُهب الحقِّ قد رَمَوْه؛ جهادًا في الله، وابتغاءَ مرضاته، وبيانًا لحُجَجه على العالمين وبيِّناته، وطلبًا للزلفى لديه ونَيل رضوانه وجناته، فحارَبوا (2) في الله من خرج عن دينه القويم، وصراطه المستقيم، الذين عَقَدوا ألويةَ البدعة، وأطلقوا أعِنَّةَ الفتنة، وخالفوا الكتاب،