مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة

مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة

6815 2

[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (24)]

المحقق: عبد الرحمن بن حسن بن قائد

راجعه: محمد أجمل الإصلاحي- سليمان بن عبد الله العمير

الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)

الطبعة: الثالثة، 1440 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)

عدد الأجزاء: 3 (في ترقيم واحد متسلسل)

عدد الصفحات: 1603

[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]


مشاركة

فهرس الموضوعات

ولم يذكر الأصل الذي نقل عنه، ولا يبعد أن يكون أصل المصنف، لقرب العهد والدار.
ولعسر خط المصنف وتعليقه وتركه الإعجام إذا أسرع في الكتابة، كما تراه فيما وصلنا بخطه من مسودة كتابه "طريق الهجرتين"، اشتبهت كثيرٌ من المواضع على نسَّاخ الكتاب، فرسموها رسمًا كما رأوها في الأصل، وأبقوها محتملةً لأكثر من قراءة، وأمثلهم طريقةً في ذلك ابنُ بردس، وفي مواضع ليست بالقليلة اجتهدوا في القراءة فكتبوها محرفةً عن جادة الصواب.
ولذا وجدنا ابن بردس يبدي في مواضع كثيرة من الطرر احتمالاتٍ أخرى للقراءة، مبدوءة بـ "لعله"، كما في (ق 21/ أ، 37/ أ، 43/ ب، 73/ أ، 86/ أ، ... ).
وفي مراتٍ قليلة (ق 75/ب، 78/ب، 195/ب) رأيته يشير إلى قراءة نسخة أخرى، ويرمز لها بـ "خ".
وربما نقل تعليقًا من طرة الأصل، فيما أقدِّر، كما في (ق 124/ أ).

وجاء بعده عثمان بن علي بن حميد، ولم أعثر على ترجمته، فقرأ النسخة بقلعة بعلبك، بلد ابن بردس، وقابلها (أو ثلثها الأخير على أقل تقدير) على أصلٍ آخر، واستدرك بعض ما سقط منها وأثبته في الطرر بخطٍّ مهمل من النقط، وأبدى احتمالاتٍ أخرى للقراءة، وصدَّرها كسلفه بـ "لعله".
وقد انتفعتُ بهذه القراءات في تحقيق نص الكتاب، وأثبتُّ منها في الحواشي ما رأيته محتملًا للصواب.

الصفحة

51/ 107

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الحمد لله الذي سَهَّل لعباده المتقين إلى مرضاته سبيلا، وأوضحَ لهم طريقَ الهداية وجعل اتباعَ الرسول عليها دليلا، واتَّخذهم عبيدًا (1) له فأقرُّوا له بالعبودية ولم يتَّخذوا من دونه وكيلا، وكتَب في قلوبهم الإيمانَ وأيَّدهم برُوحٍ منه، لمَّا رضوا بالله ربًّا وبالإسلام دينًا وبمحمدٍ رسولا.
والحمدُ لله الذي أقام في أزمنة الفَتَرات من يكونُ ببيان سُنن المرسلين كفيلا، واختصَّ هذه الأمةَ بأنه لا تزالُ فيها طائفةٌ على الحقِّ لا يضرُّهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمرُه ولو اجتَمع الثقلان على حربهم قَبِيلا.
يَدْعُون من ضلَّ إلى الهدى، ويصبرون منهم على الأذى، ويبصِّرون بنور الله أهلَ العمى، ويُحْيُون بكتابه الموتى؛ فهم أحسنُ الناس هديًا وأقومُهم قِيلا.
فكم مِنْ قتيلٍ لإبليس قد أحْيَوْه، ومِنْ ضالٍّ جاهلٍ لا يعلمُ طريقَ رُشْدِه قد هَدَوْه، ومِنْ مبتدعٍ في دين الله بشُهب الحقِّ قد رَمَوْه؛ جهادًا في الله، وابتغاءَ مرضاته، وبيانًا لحُجَجه على العالمين وبيِّناته، وطلبًا للزلفى لديه ونَيل رضوانه وجناته، فحارَبوا (2) في الله من خرج عن دينه القويم، وصراطه المستقيم، الذين عَقَدوا ألويةَ البدعة، وأطلقوا أعِنَّةَ الفتنة، وخالفوا الكتاب،

الصفحة

3/ 1603

مرحبًا بك !
مرحبا بك !