مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة

مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة

6667 2

[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (24)]

المحقق: عبد الرحمن بن حسن بن قائد

راجعه: محمد أجمل الإصلاحي- سليمان بن عبد الله العمير

الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)

الطبعة: الثالثة، 1440 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)

عدد الأجزاء: 3 (في ترقيم واحد متسلسل)

عدد الصفحات: 1603

[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]


مشاركة

فهرس الموضوعات

ليست بأكثر من الحكايات المنقولة عن أصحاب زجر الطير والعيافة ونحوها من علوم الجاهلية، واستطرد في الكلام عليها وعلى العدوى والشؤم، وما حكي عن العرب فيها من قصصٍ وأشعار، وتفسير ما ورد في الكتاب والسنة بشأنها، ومذاهب الأئمة والسلف في الباب.
وهذا خامس الموضوعات، وهو بحثٌ طريفٌ فيه فقهٌ وتاريخٌ وأدب، وهو كما ترى مستقلٌّ بنفسه.
وبعد أن فرغ منه ابن القيم ختم الكتاب بقوله: "وليكن هذا آخر الكتاب ...
".
فهذه مواقعُ أقدام ذلك الاستطراد الطويل، وتلك هي موضوعاته، وقد كان الأليقُ بصناعة التأليف إفرادها بتصانيفَ مستقلةٍ خاصة، والإحالة عليها إن كانت ناجزة، كما فعل حين جرى ذكر صنعة "الكيمياء" في سياق حديثه عن حكمة خلق الذهب والفضة وعزَّتهما (ص: 633)، فإنه بيَّن بطلانها بكلام موجز، ثم قال: "وقد ذكرنا بطلانها وبينَّا فسادها من أربعين وجهًا في

رسالةٍ مفردة"، ألا تراه لو استطرد فذكر تلك الوجوه كما استطرد في المواضع الأخرى، لزادت الموضوعاتُ الخمسة موضوعًا سادسًا؟! أو العزم على إفرادها بالتصنيف، كما صنع (ص: 588) حين مرَّ به دليل التمانع في آيتي الأنبياء والمؤمنون، فإنه أشار إليه بإيجاز، ثم قال: "وسنفرد إن شاء الله كتابًا مستقلًّا لأدلة التوحيد".
وكما صنع (ص: 711) حين فاضل بين العسل والسكَّر، ثم قال: "وسنفرد إن شاء الله مقالةً نبين فيها فضل العسل على السكَّر، من طرقٍ عديدةٍ لا تُمْنَع وبراهين كثيرةٍ لا تُدْفَع".

الصفحة

27/ 107

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الحمد لله الذي سَهَّل لعباده المتقين إلى مرضاته سبيلا، وأوضحَ لهم طريقَ الهداية وجعل اتباعَ الرسول عليها دليلا، واتَّخذهم عبيدًا (1) له فأقرُّوا له بالعبودية ولم يتَّخذوا من دونه وكيلا، وكتَب في قلوبهم الإيمانَ وأيَّدهم برُوحٍ منه، لمَّا رضوا بالله ربًّا وبالإسلام دينًا وبمحمدٍ رسولا.
والحمدُ لله الذي أقام في أزمنة الفَتَرات من يكونُ ببيان سُنن المرسلين كفيلا، واختصَّ هذه الأمةَ بأنه لا تزالُ فيها طائفةٌ على الحقِّ لا يضرُّهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمرُه ولو اجتَمع الثقلان على حربهم قَبِيلا.
يَدْعُون من ضلَّ إلى الهدى، ويصبرون منهم على الأذى، ويبصِّرون بنور الله أهلَ العمى، ويُحْيُون بكتابه الموتى؛ فهم أحسنُ الناس هديًا وأقومُهم قِيلا.
فكم مِنْ قتيلٍ لإبليس قد أحْيَوْه، ومِنْ ضالٍّ جاهلٍ لا يعلمُ طريقَ رُشْدِه قد هَدَوْه، ومِنْ مبتدعٍ في دين الله بشُهب الحقِّ قد رَمَوْه؛ جهادًا في الله، وابتغاءَ مرضاته، وبيانًا لحُجَجه على العالمين وبيِّناته، وطلبًا للزلفى لديه ونَيل رضوانه وجناته، فحارَبوا (2) في الله من خرج عن دينه القويم، وصراطه المستقيم، الذين عَقَدوا ألويةَ البدعة، وأطلقوا أعِنَّةَ الفتنة، وخالفوا الكتاب،

الصفحة

3/ 1603

مرحبًا بك !
مرحبا بك !