مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة

مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة

6531 2

[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (24)]

المحقق: عبد الرحمن بن حسن بن قائد

راجعه: محمد أجمل الإصلاحي- سليمان بن عبد الله العمير

الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)

الطبعة: الثالثة، 1440 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)

عدد الأجزاء: 3 (في ترقيم واحد متسلسل)

عدد الصفحات: 1603

[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]


مشاركة

فهرس الموضوعات

سرِّ هذا الفرح بتوبة العبد".

- وقال (ص: 1161): "وسنبين إن شاء الله عن قريب بالبراهين الشافية أن النفس ليس لها نجاةٌ ولا سعادةٌ ولا كمالٌ إلا بأن يكون الله وحده محبوبها ومعبودها ... ".

- وقال (ص: 1164): "وسنذكر إن شاء الله عن قريب معنى تعلق الإرادة به تعالى وكونه مرادًا والعبد مريدٌ له".
- وقال (ص: 1166): "وكل حيٍّ شاعر لا صلاح له إلا بأن يكون الله وحده إلهه ومعبوده وغاية مراده، وسيمرُّ بك إن شاء الله بسطُ القول في ذلك، وإقامة البراهين على هذا المطلوب الأعظم الذي هو غاية سعادة النفوس وأشرف مطالبها".
فهل تمَّ بناء الكتاب على تينك القاعدتين؟ وهل أتى الكلام على القسم الثاني المتعلِّق بالإرادة وما ورد في تلك الإحالات؟ أما القسم الأول، وهو ما يتعلق بالعلم، فإنه افتتح القول فيه بعد المقدمة، فساق أكثر من مئة وخمسين وجهًا في بيان فضله وشرفه، ووجوه ذلك، وآثاره، ودلائله، فأمتع وأطرب، وأتى بكل بديع.
ثم ما زال يستطرد من موضوع إلى موضوع حتى طال عليه الأمر، وصار الكتاب مجلدًا ضخمًا (1)، ولمَّا يبدأ بعد في القسم الثاني الذي ذكره في

الصفحة

23/ 107

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الحمد لله الذي سَهَّل لعباده المتقين إلى مرضاته سبيلا، وأوضحَ لهم طريقَ الهداية وجعل اتباعَ الرسول عليها دليلا، واتَّخذهم عبيدًا (1) له فأقرُّوا له بالعبودية ولم يتَّخذوا من دونه وكيلا، وكتَب في قلوبهم الإيمانَ وأيَّدهم برُوحٍ منه، لمَّا رضوا بالله ربًّا وبالإسلام دينًا وبمحمدٍ رسولا.
والحمدُ لله الذي أقام في أزمنة الفَتَرات من يكونُ ببيان سُنن المرسلين كفيلا، واختصَّ هذه الأمةَ بأنه لا تزالُ فيها طائفةٌ على الحقِّ لا يضرُّهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمرُه ولو اجتَمع الثقلان على حربهم قَبِيلا.
يَدْعُون من ضلَّ إلى الهدى، ويصبرون منهم على الأذى، ويبصِّرون بنور الله أهلَ العمى، ويُحْيُون بكتابه الموتى؛ فهم أحسنُ الناس هديًا وأقومُهم قِيلا.
فكم مِنْ قتيلٍ لإبليس قد أحْيَوْه، ومِنْ ضالٍّ جاهلٍ لا يعلمُ طريقَ رُشْدِه قد هَدَوْه، ومِنْ مبتدعٍ في دين الله بشُهب الحقِّ قد رَمَوْه؛ جهادًا في الله، وابتغاءَ مرضاته، وبيانًا لحُجَجه على العالمين وبيِّناته، وطلبًا للزلفى لديه ونَيل رضوانه وجناته، فحارَبوا (2) في الله من خرج عن دينه القويم، وصراطه المستقيم، الذين عَقَدوا ألويةَ البدعة، وأطلقوا أعِنَّةَ الفتنة، وخالفوا الكتاب،

الصفحة

3/ 1603

مرحبًا بك !
مرحبا بك !