{إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا}
[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (24)]
المحقق: عبد الرحمن بن حسن بن قائد
راجعه: محمد أجمل الإصلاحي- سليمان بن عبد الله العمير
الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)
الطبعة: الثالثة، 1440 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)
عدد الأجزاء: 3 (في ترقيم واحد متسلسل)
عدد الصفحات: 1603
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة تأليف الإمام العلامة محمد بن أبي بكر ابن قيم الجوزية (691 - 751) تحقيق عبد الرحمن بن حسن بن قائد
أحدها: معرفةُ الحقِّ.
الثانية: عملُه به.
الثالثة: تعليمُه من لا يحسنُه.
الرابعة: صبرُه على تعلُّمه، والعمل به، وتعليمه.
فذكر تعالى المراتبَ الأربعة في هذه السورة:
* فأقسمَ سبحانه بالعصر أنَّ كلَّ أحدٍ في خُسْرٍ
{إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا}
، وهم الذين عرفوا الحقَّ وصدَّقوا به. فهذه مرتبة.
*
{وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ}
، وهم الذين عملوا بما علموا من الحقِّ. فهذه مرتبةٌ أخرى.
*
{وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ}
وصَّى به بعضُهم بعضًا؛ تعليمًا وإرشادًا. فهذه مرتبةٌ ثالثة.
*
{وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}
صبروا على الحقِّ، ووصَّى بعضُهم بعضًا بالصبر عليه والثبات. فهذه مرتبةٌ رابعة.
وهذا نهايةُ الكمال؛ فإنَّ الكمال أن يكون الشخصُ كاملًا في نفسه، مكمِّلًا لغيره، وكمالُه بإصلاح قُوَّتيه العلمية والعملية، فصلاحُ القوة العلمية بالإيمان، وصلاحُ القوة العملية بعمل الصالحات، وتكميلُه غيرَه بتعليمه إيَّاه، وصبره عليه، وتوصيته بالصبر على العلم والعمل.
فهذه السورةُ ــ على اختصارها ــ هي من أجمع سور القرآن للخير بحذافيره، والحمدُ لله الذي جعل كتابه كافيًا من كلِّ ما سواه، شافيًا من كلِّ