مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة

مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة

10914 4

[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (24)]

المحقق: عبد الرحمن بن حسن بن قائد

راجعه: محمد أجمل الإصلاحي- سليمان بن عبد الله العمير

الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)

الطبعة: الثالثة، 1440 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)

عدد الأجزاء: 3 (في ترقيم واحد متسلسل)

عدد الصفحات: 1603

[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]


مشاركة

فهرس الموضوعات

مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة تأليف الإمام العلامة محمد بن أبي بكر ابن قيم الجوزية (691 - 751) تحقيق عبد الرحمن بن حسن بن قائد

الصفحة

1/ 107

وقولُه:

{أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ}

معناه: صَرَف سمعَه إلى هذه الأنباء الواعظة، وأثبته في سمعه (1)، فذلك إلقاءٌ له عليها، ومنه قولُه:

{وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي} [طه: 39]

، أي: أثبتُّها عليك. وقولُه:

{وَهُوَ شَهِيدٌ}

قال بعضُ المتأوِّلين: معناه: وهو شاهدٌ (2) مقبلٌ على الأمر غير معرضٍ عنه ولا مفكِّرٍ في غير ما يسمع».

قال:

«وقال قتادة: هي إشارةٌ إلى أهل الكتاب. فكأنه قال: إنَّ هذه العِبَر لتذكرةٌ لمن له فهمٌ فتدبَّرَ الأمر، أو لمن سمعها من أهل الكتاب فشهدَ بصحَّتها لعلمه بها من كتاب التوراة (3) وسائر كتب بني إسرائيل».

قال:

«فـ {شَهِيدٌ} على التأويل الأول من المشاهدة، وعلى التأويل الثاني من الشهادة».

وقال الزجَّاج (4):

«معنى

{لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ}

من صَرَف قلبَه إلى التفهُّم، ألا ترى أنَّ قوله:

{صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ} [البقرة: 18]

أنهم لم يستمعوا استماعَ متفهِّمٍ مسترشدٍ، فجُعِلوا بمنزلة من لم يسمع، كما قال الشاعر: * أصَمُّ عمَّا ساءه سميعُ * (5)

الصفحة

486/ 1603

مرحباً بك !
مرحبا بك !