مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة

مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة

9491 4

[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (24)]

المحقق: عبد الرحمن بن حسن بن قائد

راجعه: محمد أجمل الإصلاحي- سليمان بن عبد الله العمير

الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)

الطبعة: الثالثة، 1440 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)

عدد الأجزاء: 3 (في ترقيم واحد متسلسل)

عدد الصفحات: 1603

[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]


مشاركة

فهرس الموضوعات

مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة تأليف الإمام العلامة محمد بن أبي بكر ابن قيم الجوزية (691 - 751) تحقيق عبد الرحمن بن حسن بن قائد

الصفحة

1/ 107

ووصَفها بأنها جنةُ الخلد، ولم يخلَّد آدمُ فيها.
ووصَفها بأنها دارُ جزاء، ولم يقل: إنها دارُ ابتلاء، وقد ابتلي آدمُ فيها بالمعصية والفتنة.
ووصَفها بأنها ليس فيها حَزَن، وأنَّ الداخلين إليها يقولون:

{الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ} [فاطر: 34]

، وقد حَزِنَ فيها آدم.
ووجدناه سمَّاها: {دَارُ السَّلَامِ}، ولم يَسْلَم فيها آدمُ من الآفات التي تكونُ في الدنيا.
وسمَّاها: {دَارُ الْقَرَارِ}، ولم يستقرَّ فيها آدم.
وقال فيمن يدخلها:

{وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ} [الحِجْر: 48]

، وقد أُخرِجَ منها آدمُ بمعصيته.
وقال:

{لَا يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ} [الحِجر: 48]

، وقد نَدَّ (1) آدمُ فيها هاربًا فارًّا عند إصابته المعصية، وطَفِقَ يخصِفُ ورَقَ الجنة على نفسه، وهذا النَّصَبُ بعينه الذي نفاه الله عنها.
وأخبَر أنه لا يُسْمَعُ فيها لغوٌ ولا تأثيم، وقد أَثِمَ فيها آدم، وأُسْمِعَ فيها ما هو أكبر من اللغو، وهو أنه أُمِرَ فيها بمعصية ربه.

وأخبَر أنه لا يُسْمَعُ فيها لغوٌ ولا كِذَّاب (2)، وقد أسمعه فيها إبليسُ الكذب، وغرَّه وقاسمه عليه أيضًا بعد أن أسمعه إياه.

الصفحة

29/ 1603

مرحبًا بك !
مرحبا بك !