«إنَّ اسمي محمدٌ الذي سمَّاني به أهلي».
[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (24)]
المحقق: عبد الرحمن بن حسن بن قائد
راجعه: محمد أجمل الإصلاحي- سليمان بن عبد الله العمير
الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)
الطبعة: الثالثة، 1440 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)
عدد الأجزاء: 3 (في ترقيم واحد متسلسل)
عدد الصفحات: 1603
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة تأليف الإمام العلامة محمد بن أبي بكر ابن قيم الجوزية (691 - 751) تحقيق عبد الرحمن بن حسن بن قائد
حديث ثوبان، قال: كنتُ قائمًا عند النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فجاء حَبْرٌ من أحبار اليهود، فقال: السَّلامُ عليك (1) يا محمَّد. فدفعتُه دفعةً كاد يُصْرَعُ منها، فقال: لم تدفعني؟ فقلت: ألا تقول: يا رسول الله؟! فقال اليهودي: إنما ندعُوه باسمه الذي سمَّاه به أهلُه. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
«إنَّ اسمي محمدٌ الذي سمَّاني به أهلي».
فقال اليهودي: جئتُ أسألك. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
: «أينفعُك شيءٌ إن حدَّثتك؟!»
قال: أسمعُ بأذني. فنكَت رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بعُودٍ معه، فقال:
«سَل».
فقال اليهودي: أين يكونُ الناسُ يوم تبدَّلُ الأرضُ غيرَ الأرض والسموات؟ فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -:
«هم في الظُّلمة دون الجِسْر».
قال: فمن أوَّلُ الناس إجازةً؟ قال:
«فقراء المهاجرين».
قال اليهودي: فما تحفتُهم حين يدخلون الجنَّة؟ فقال:
«زيادةُ كبد النُّون (2)».
قال: فما غذاؤهم (3) على إثرها؟ قال:
«يُنْحَرُ لهم ثَورُ الجنَّة الذي يأكلُ من أطرافها».
قال: فما شرابهم عليه؟ قال
: «مِنْ عَيْن تسمَّى سلسبيلًا».
قال: صَدَقْتَ، وجئتُ أسألك عن شيءٍ لا يعلمُه إلا نبيٌّ أو رجلٌ أو رجلان. قال:
«ينفعُك إن حدَّثتك؟!»
قال: أسمعُ بأذني.
قال: جئتُ أسألك عن الولد؟ قال:
«ماءُ الرَّجل أبيض، وماءُ المرأة أصفر، فإذا اجتمعا فَعَلا منيُّ الرَّجل منيَّ المرأة أذكَرا بإذن الله، وإن علا منيُّ المرأة منيَّ الرَّجل آنثا (4) بإذن الله».
قال اليهودي: لقد صَدَقْتَ، وإنك لنبيٌّ. ثم انصرف، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -:
«لقد سألني عن هذا الذي سألني عنه وما لي علمٌ به، حتى أتاني الله به».