{وَهُوَ شَهِيدٌ}
[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (24)]
المحقق: عبد الرحمن بن حسن بن قائد
راجعه: محمد أجمل الإصلاحي- سليمان بن عبد الله العمير
الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)
الطبعة: الثالثة، 1440 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)
عدد الأجزاء: 3 (في ترقيم واحد متسلسل)
عدد الصفحات: 1603
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة تأليف الإمام العلامة محمد بن أبي بكر ابن قيم الجوزية (691 - 751) تحقيق عبد الرحمن بن حسن بن قائد
فلم يُختَلف في أنَّ المراد بالقلب القلبُ الواعي، وأنَّ المرادَ بإلقاء السمع إصغاؤه وإقبالُه على الذكر (1)، وتفريغُ سمعه له.
واختلف في الشهيد على أربعة أقوال: أحدها: أنه من المشاهدة، وهي الحضور. وهذا أصحُّ الأقوال، ولا يليقُ بالآية غيرُه.
الثاني: أنه شهيدٌ من الشهادة (2).
وفيه على هذا ثلاثةُ أقوال: أحدها: أنه شاهدٌ على صحَّته بما معه من الإيمان.
الثاني: أنه شاهدٌ من الشهداء على الناس يوم القيامة.
الثالث: أنها شهادةٌ من الله عنده على صحَّة نبوَّة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بما عَلِمَه من الكتب المنزَّلة.
والصوابُ القولُ الأول؛ فإنَّ قولَه:
{وَهُوَ شَهِيدٌ}
جملةٌ حاليَّة، والواو فيها واو الحال، أي: ألقى السمعَ في هذه الحال. وهذا يقتضي أن يكون حالَ إلقائه السمعَ شهيدًا، وهذا من (3) المشاهدة والحضور.
ولو كان المرادُ به الشهادةَ في الآخرة أو في الدنيا لَمَا كان لتقييدها بإلقاء السمع معنى؛ إذ يصيرُ الكلام: إنَّ في ذلك لآيةً لمن كان له قلبٌ