
[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (10)]
المحقق: زائد بن أحمد النشيري
راجعه: يحيى بن عبد الله الثُّمالي - علي بن محمّد العمران
الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)
الطبعة: الرابعة، 1440 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)
عدد الأجزاء: 2 (في ترقيم واحد متسلسل)
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
8 - وصف النسخ الخطية المعتمدة في التحقيق:
اعتمدت في تحقيق الكتاب على خمس نسخٍ خطية، وهي كالتالي:
1 - نسخة مكتبة عارف حكمت (أ).
وهي نسخة محفوظة في مكتبة عارف حكمت، بالمدينة النبوية، تحت رقم (178)، مواعظ، ويقع الكتاب في (191) لوحة، كل لوحة تحتوي على وجهين، وخطُّها جيِّد واضح، مضبوط بالشكل في غالبه، وكاتبها: محمود بن أحمد بن محمد الحموي (1) مولدًا، الفيُّومي نسبًا، لثلاث خلون من شهر جمادى الأولى، سنة ثلاث وتسعين وسبعمائة (793 هـ).
- وجاء في صفحة العنوان بخطٍّ كبير "حادي الأوراح إلى بلاد الأفراح".
- ثمَّ كُتِبَ بخطٍّ صغير "ومثير ساكن العزَمات إلى روضات الجنَّات، وباعث الهِمم العليَّات إلى العيش الهنيء في تلك الغرفات".
- وجاء في نهاية الكتاب ما نصُّه: "بلغ مقابلة على أصلٍ غير الأصل المنقول منه، مع معارضتها، فصحَّ إن شاء اللَّه تعالى، وذلك نهاية
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1)
الحمد للَّه الَّذي جعل (2) جنَّات الفردوس لعباده المؤمنين نُزُلًا (3)، ويسَّرهم للأعمال الصالحة الموصلة إليها، فلم يتخذوا (4) سواها شُغُلًا، وسهَّل (5) لهم طُرقها، فسلكوا السبيل (6) الموصلة إليها ذُلُلًا، خلقها لهم قبل أن يخلقهم، وأسكنهم إيَّاها قبل أن يُوجدهم، وحجبها بالمكاره، وأخرجهم إلى دار (7) الامتحان، ليبلوهم أيُّهم أحسنُ عملًا، وجعل ميعاد دخولها يوم القدوم (8) عليه، وضرب مدَّة الحياة الفانية دونه أجلًا، أودعها ما لا عينٌ رأت، ولا أذنٌ سمعت، ولا خطر علي قلب بشر، وجلَّاها عليهم حتَّى (9) عاينوها بعين البصيرة التي هي أنفذ من رؤية البصر، وبشَّرهم بما أعدَّ لهم فيها على لسان رسوله (10) خير