
[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (10)]
المحقق: زائد بن أحمد النشيري
راجعه: يحيى بن عبد الله الثُّمالي - علي بن محمّد العمران
الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)
الطبعة: الرابعة، 1440 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)
عدد الأجزاء: 2 (في ترقيم واحد متسلسل)
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
الحاج تاج الدين بن محمد الكوراني توفاه اللَّه على الإيمان عند خروج نفسه، وثبَّته للجواب في رَمْسِه، وجعله من أصحاب اليمين وحشره تحت لواء سيد المرسلين محمد صلَّى اللَّه عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، وغفر له ولوالديه، ولمن مات من أهلهم وقومهم وجيرتهم ولسائر المسلمين أحياءً وأمواتًا أجمعين، والحمد للَّه رب العالمين".
- وجاء في يسار صفحة العنوان ما يلي "ملك الفقير" [. . .] جمال [ابن] الشيخ محمد [إمام] جامع [الشرفية]. . . محرم من. . . .
- وجاء فيها أيضًا: "ثم ملكه من فضل ربه الكريم، السيد عبد الرحيم بفضله. سنة 1144 هـ.
- وجاء في نهاية الكتاب ما نصه: "نظر في هذه النسخة الفقير إلى اللَّه تعالى: أحمد بن محمد المغربي الأندلسي غفر اللَّه له ولوالديه ولجميع المسلمين آمين.
- وجاء أيضًا ما نصه: "قرأتُ هذا الكتاب مطالعة تامة من أوَّله إلى آخره، وأنا الفقير إليه [. . . .] السيد عبد الرحيم -الرَّاجي عفو ربه الكريم- ابن الحاج محمد الحبال، أصلح له كل الأحوال، وذلك المطالعة في مدرسة الشرفية، مدرسة جدِّه: السيد عبد الرحمن محي السنة العجمي عليه الرحمة والرضوان، وصلَّى اللَّه على سيدنا وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين آمين يا رب العالمين،
وذلك في نصف شهر رجب الفرد من سنة 1154.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1)
الحمد للَّه الَّذي جعل (2) جنَّات الفردوس لعباده المؤمنين نُزُلًا (3)، ويسَّرهم للأعمال الصالحة الموصلة إليها، فلم يتخذوا (4) سواها شُغُلًا، وسهَّل (5) لهم طُرقها، فسلكوا السبيل (6) الموصلة إليها ذُلُلًا، خلقها لهم قبل أن يخلقهم، وأسكنهم إيَّاها قبل أن يُوجدهم، وحجبها بالمكاره، وأخرجهم إلى دار (7) الامتحان، ليبلوهم أيُّهم أحسنُ عملًا، وجعل ميعاد دخولها يوم القدوم (8) عليه، وضرب مدَّة الحياة الفانية دونه أجلًا، أودعها ما لا عينٌ رأت، ولا أذنٌ سمعت، ولا خطر علي قلب بشر، وجلَّاها عليهم حتَّى (9) عاينوها بعين البصيرة التي هي أنفذ من رؤية البصر، وبشَّرهم بما أعدَّ لهم فيها على لسان رسوله (10) خير