حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح

حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح

8778 4

[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (10)]
المحقق: زائد بن أحمد النشيري
راجعه: يحيى بن عبد الله الثُّمالي - علي بن محمّد العمران
الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)
الطبعة: الرابعة، 1440 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)
عدد الأجزاء: 2 (في ترقيم واحد متسلسل)
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]


مشاركة

فهرس الموضوعات

آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (10) حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح تأليف الإمام أبي عبد اللَّه محمد بن أبي بكر بن أيوب ابن قيم الجوزية (691 هـ - 751 هـ) تحقيق زائد بن أحمد النشيري إشراف بكر بن عبد اللَّه أبو زيد دار عطاءات العلم - دار ابن حزم

الصفحة

1/ 57

وإنْ سألت عن أرائكها فهي الأسرة عليها البشخانات، وهي: الحِجَال مُزَرَّرَة بإزرار الذهب، فما لها من فُروج ولا خلال. وإنْ سألت عن وجوه أهلها وحسنهم، فعلى صورة القمر. وإنْ سألت عن أسنانهم فأبناءُ ثلاثة وثلاثين على صورة آدم أبي البشر. وإنْ سألت عن سماعهم فغناء أزواجهم من الحور العين، وأعلى منه سماع أصوات الملائكة والنَّبيين، وأعلى منهما سماع خطاب ربِّ العالمين. وإنْ سألت عن مطاياهم التي يتزاورون عليها، فنجائب أنشأها اللَّه تعالى ممَّا شاءَ تسير بهم حيث شاؤوا من الجنان. وإنْ سألت عن حُليهم وشارتهم، فأسَاوِر الذهب واللؤلؤ، على الرؤوس ملابس التِّيجان. وإنْ سألت عن غلمانهم فولدانٌ مخلدون كأنَّهم لؤلؤٌ مكنون. وإنْ سألتَ عن عرائسهم وأزواجهم فهُنَّ الكواعب الأترابُ، الَّلاتي جرى في أغصانِهنَّ ماءُ الشباب، فللوردِ والتفاح: ما لبسته الخدود، وللرُّمان: ما تضمنته النهود، ولِلُّؤلؤ المنظوم: ما حوته الثغور، وللدقة والَّلطافة: ما دارتْ عليه الخصور، تجري الشمسُ في محاسن وجهها إذا برزت، ويضيء البرق من بين ثناياها إذا ابتسمت، إذا قابلت حِبَّها فَقُلْ ما شئت في تقابل النَّيِّرَين، وإذا حادثته فما ظنُّك بمحادثة الحبيبين، وإنْ ضمها إليه فما ظنك بتعانق الغصنين، يرى وجهه في

الصفحة

600/ 848

مرحباً بك !
مرحبا بك !