الرسالة التبوكية زاد المهاجر الى ربه

الرسالة التبوكية زاد المهاجر الى ربه

3324 1

[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (4)]

المحقق: محمد عزير شمس

راجعه: سليمان بن عبد الله العمير - جديع بن جديع الجديع

الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)

الطبعة: الخامسة، 1440 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)

عدد الصفحات: 93

[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]


مشاركة

فهرس الموضوعات

آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (4) الرسالة التبوكية تأليف: الإمام أبي عبد الله محمد بن أبي بكر أيوب بن قيم الجوزية (691 - 751) تحقيق: محمد عزير شمس إشراف: بكر بن عبد الله أبو زيد دار عطاءات العلم دار ابن حزم

الصفحة

4/ 22

وتضمنتْ ذكرَ الإسلامِ والإيمانِ والفرقَ بينهما.

وتضمنتْ بقاء آيات الرب الدالة على توحيدِه، وصِدْقِ رسله، وعلى اليوم الآخر.

وتضمنتْ أنه لا ينتفع بهذا كله إلا من في قلبه خوفٌ من عذاب الآخرة، وهم المؤمنون بها، وأما من لا يخاف الآخرة ولا يؤمن بها، فلا ينتفع بتلك الآيات.

فاسمع الآن بعض تفاصيل (1) هذه الجملة:

قال الله تعالى: {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ (24)} افتتحَ الله سبحانَه القصةَ بصيغة موضوعة للاستفهام، وليس المراد به (2) حقيقته من الاستفهام (3). ولهذا قال بعض الناس (4): إن "هل" في مثل هذا الموضع بمعنى "قد" التي تقتضي التحقيق.

ولكن في ورود الكلام في مثل هذا الاستفهام سر لطيف، ومعنى بديع، فإن المتكلم إذا أراد أن يخبر مخاطَبَه (5) بأمر عجيب ينبغى الاعتناءُ به، وإحضارُ الذهن له، صَدَّرَ له الكلامَ بأداةٍ تُنَبِّهُ (6) سمعَه وذهنَه للخبر، فتارةً يُصدِّره بـ"ألا"، وتارةً يُصدِّره بـ"هل"، [فيقولُ: هل علمتَ ما كان من كيتَ وكيتَ؟ إما مُذكّرًا به، وإما

الصفحة

73/ 93

مرحباً بك !
مرحبا بك !