
[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (4)]
المحقق: محمد عزير شمس
راجعه: سليمان بن عبد الله العمير - جديع بن جديع الجديع
الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)
الطبعة: الخامسة، 1440 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)
عدد الصفحات: 93
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (4) الرسالة التبوكية تأليف: الإمام أبي عبد الله محمد بن أبي بكر أيوب بن قيم الجوزية (691 - 751) تحقيق: محمد عزير شمس إشراف: بكر بن عبد الله أبو زيد دار عطاءات العلم دار ابن حزم
الاسم الذي نُودُوا وخُوطِبوا (1) به، كما يقال: يا مَن أَنْعَمَ الله عليه وأغناه من فضله! أحسِنْ كما أحسنَ الله إليك. ويا أيها العالمُ علِّم الناسَ ما ينفعهم. ويا أيها الحاكمُ احكُمْ بالحقِّ، ونظائره.
ولهذا كثيرًا ما يقع الخطاب في القرآن بالشرائع بقوله: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} (2):
{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ} (3).
{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ} (4).
{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَكُمْ} (5)، ونظائره (6).
ففي ذلك (7) إشارة إلى أنكم إن كنتم مؤمنين؛ فالإيمان يقتضي منكم كذا وكذا، فإنّه من موجبات الإيمان وتمامه.
ثم قال: {أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ}؛ ففرق بين طاعته وطاعة رسوله في الفعل، ولم يُسلِّط الفعلَ الأول عليها، وقال: {وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} (8)، فقَرَنَ بين طاعة الرسول (9) وطاعة أولي