[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (4)]
المحقق: محمد عزير شمس
راجعه: سليمان بن عبد الله العمير - جديع بن جديع الجديع
الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)
الطبعة: الخامسة، 1440 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)
عدد الصفحات: 93
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (4) الرسالة التبوكية تأليف: الإمام أبي عبد الله محمد بن أبي بكر أيوب بن قيم الجوزية (691 - 751) تحقيق: محمد عزير شمس إشراف: بكر بن عبد الله أبو زيد دار عطاءات العلم دار ابن حزم
نَقِّل فُؤادَك حيثُ شئتَ من الهَوَى ... ما الحبُّ إلا للحبيبِ الأَوَّلِ
كم مَنزلٍ في الأرضِ يَأْلَفُه الفتَى ... وحَنِيْنُه أبدًا لأوَّلِ منزلِ (1)
وهذه النسبة هي (2) التي تنفع العبد، فلا ينفعُه غيرُها في الدُّوْرِ الثلاثة؛ أعني: دار الدنيا، ودار البرزخ، ودار القرار؛ فلا قِوَامَ له ولا عيشَ ولا نعيمَ ولا فلاحَ إلا بهذه النسبة، وهي السبب الواصل بين العبد وبين الله، ولقد أحسن القائلُ حيث قال (3):
إذا تَقَطَّعَ حَبْلُ الوَصْلِ بينَهُمُ ... فللمحبينَ حَبْلٌ غيرُ مُنقطعِ
وإن تَصَدَّع شَمْلُ الوَصْلِ بينَهُمُ ... فللمحبينَ شَمْلٌ غير مُنْصَدِعِ (4)
والمقصود أن الله سبحانه يقطع يوم القيامة الأسبابَ والعُلَقَ والوُصلات التي كانت بين الخلق في الدنيا كلها, ولا يبقى إلا السبب والوصلة التي بين العبد وبين ربِّه فقط، وهو سبب العبودية