الرسالة التبوكية زاد المهاجر الى ربه

الرسالة التبوكية زاد المهاجر الى ربه

5090 1

[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (4)]

المحقق: محمد عزير شمس

راجعه: سليمان بن عبد الله العمير - جديع بن جديع الجديع

الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)

الطبعة: الخامسة، 1440 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)

عدد الصفحات: 93

[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]


مشاركة

فهرس الموضوعات

آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (4) الرسالة التبوكية تأليف: الإمام أبي عبد الله محمد بن أبي بكر أيوب بن قيم الجوزية (691 - 751) تحقيق: محمد عزير شمس إشراف: بكر بن عبد الله أبو زيد دار عطاءات العلم دار ابن حزم

الصفحة

4/ 22

فأمر سبحانه بالقيام بالقسط، وهو العدل، وهذا أمر بالقيام به في حقِّ كل أحد عَدُوًّا كان أو وليًّا، وأحقُّ ما قام له العبد بالقسط (1): الأقوالُ والآراء والمذاهب؛ إذ هي متعلقة بأمر الله وخبره؛ فالقيام فيها بالهوى والعصبية (2) مضادٌّ لأمر الله, مُنافٍ لما بَعَثَ به رُسُلَه (3)، والقيامُ فيها بالقسط وظيفةُ خلفاءِ الرسول في أمته، وأمنائِه بين أتباعه، ولا يستحقُّ اسمَ الأمانةِ إلا من قام فيها بالعدل المحض، نصيحةً لله ولكتابه ولرسوله ولعباده.

أولئك هم الوارثون حقًا, لا من يجعل أصحابه ونِحْلَته ومذهبَه عِيَارًا (4) على الحق وميزانًا له؛ يُعادي من خالفه ويُوالِي من وافقَه لمجرد (5) موافقته ومخالفته. فأين هذا من القيام بالقسط الذي فرضَه اللهُ على كل أحد؟ وهو في هذا الباب أعظم فرضًا، وأكبرُ وجوبًا.

ثم قال: {شُهَدَاءَ لِلَّهِ} والشاهد هو المُخْبر، فإن أخبر بحق فهو شاهد عدل مقبول، وإن أخبر بباطل فهو شاهد زور؛ فأمر تعالى أن نكون شهداء (6) له مع القيام بالقسط، وهذا يتضمن أن تكون الشهادة بالقسط أيضًا (7)، وأن تكون لله لا لغيره.

الصفحة

34/ 93

مرحباً بك !
مرحبا بك !