الوابل الصيب ورافع الكلم الطيب

الوابل الصيب ورافع الكلم الطيب

5988 3

[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (2)]

راجعه: حاتم بن عارف الشريف - يحيى بن عبد الله الثمالي

مشاركة

فهرس الموضوعات

آثَارُ الإِمَامِ ابْنِ قَيّم الجَوْزِيَّةَ وَمَا لَحِقَهَا مِنْ أَعْمَالٍ (2)

الوَابِلُ الصَّيِّبُ وَرَافِعُ الكَلِمِ الطَّيِّبِ

تَأليف الإِمَامِ أَبِي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْر بْنِ أَيُّوب ابْنِ قَيِّمِ الجَوْزِيَّةِ (691 هـ - 751 هـ)

تَحْقِيق عَبْد الرّحْمَنِ بْن حَسَن بْن قَائِد

إِشْرَاف بَكْر بْن عَبْدِ اللهِ أَبُو زَيْد

دَارُ عَطَاءَاتِ العِلْم - دار ابن حزم

الصفحة

1/ 60

مُسْتَحِقِّه بقدر الطاقة. وليس كما قال بعضُ مَنْ نَقَصَ عِلْمُه: حَدُّ الجودِ بَذْلُ الموجود (1) . ولو كان كما قال هذا القائل لارتفع اسم السَّرَفِ والتبذير، وقد ورد الكتاب بذمهما، وجاءت السنة بالنهي عنهما.
وإذا كان السخاء محمودًا، فمن وقف على حدِّه سُمِّي كريمًا، وكان للحمد مستوجبًا، ومن قصر عنه كان بخيلًا، وكان للذم مستوجبًا، وقد رُوِي في أثرٍ: "إن الله عز وجل أقسم بِعزّته ألَّا يجاوره بخيل" (2) .
والسخاء نوعان: فأشرفهما: سخاؤك عما بيد غيرك.
والثاني: سخاؤك ببذل ما في يدك.
فقد يكون الرجل من أسخى الناس وهو لا يعطيهم شيئًا؛ لأنه سخا عما في أيديهم، وهذا معنى قول بعضهم: السخاء أن تكون بمالك متبرِّعًا، وعن مال غيرك متورِّعًا.
وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه يقول: "إنّ الله أوحى إلى إبراهيم -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- "أتدري لم اتخذتك خليلًا؟ " قال: لا، قال:

الصفحة

77/ 532

مرحباً بك !
مرحبا بك !