
[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (2)]
راجعه: حاتم بن عارف الشريف - يحيى بن عبد الله الثمالي
آثَارُ الإِمَامِ ابْنِ قَيّم الجَوْزِيَّةَ وَمَا لَحِقَهَا مِنْ أَعْمَالٍ (2)
الوَابِلُ الصَّيِّبُ وَرَافِعُ الكَلِمِ الطَّيِّبِ
تَأليف الإِمَامِ أَبِي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْر بْنِ أَيُّوب ابْنِ قَيِّمِ الجَوْزِيَّةِ (691 هـ - 751 هـ)
تَحْقِيق عَبْد الرّحْمَنِ بْن حَسَن بْن قَائِد
إِشْرَاف بَكْر بْن عَبْدِ اللهِ أَبُو زَيْد
دَارُ عَطَاءَاتِ العِلْم - دار ابن حزم
الفضيلتين، فنافسهم الفقراء وأخبروا رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بأنهم قد شاركوهم في ذلك، وانفردوا عنهم بما لا قدرة لهم عليه، فقال: "ذَلكَ فَضْلُ الله يُؤتِيه من يَشَاء".
وفي حديث عبد الله بن بسر قال: جاء أعرابي فقال: يا رسول الله، كثرت عليَّ خِلال الإسلام وشرائِعُه، فأخبرني بأمرٍ جامعٍ يكفيني. قال: "عَلَيْكَ بِذِكْرِ الله تعالى" قال: ويكفيني يا رسول الله؟ قال: "نعم، ويَفْضُلُ عنْكَ" (1).
فَدَلَّهُ الناصح -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- على شيءٍ يَبْعَثُه على شرائع الإسلام والحرص عليها والاستكثار منها، فإنه إذا اتخذ ذكر الله تعالى شعاره أحَبَّه وأحبَّ ما يُحِبّ، فلا شيء أحب إليه من التقرب بشرائع الإسلام، فلذلك دَلَّه (2) -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- على ما يَتَمَكَّن به من شرائع الإسلام، وتسهل به عليه، وهو ذكر الله عز وجل. يوضِّحُه:
الثامنة والخمسون: أن ذكر الله عز وجل من أكبر العون على طاعته؛ فإنه يُحَبِّبُها إلى العبد، ويُسَهِّلها عليه، ويُلَذِّذُها له، ويجعل قرة عينه فيها، ونعيمَه وسرورَه بها، بحيث لا يجد لها من الكلفة والمشقة والثِّقَل ما يجد الغافل، والتجربة شاهدة بذلك. يوضِّحُه: التاسعة والخمسون: أن ذكر الله عز وجل يُسَهِّل الصَّعْب، ويُيَسِّر العسير،