الوابل الصيب ورافع الكلم الطيب

الوابل الصيب ورافع الكلم الطيب

2611 2

[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (2)]

راجعه: حاتم بن عارف الشريف - يحيى بن عبد الله الثمالي

مشاركة

فهرس الموضوعات

آثَارُ الإِمَامِ ابْنِ قَيّم الجَوْزِيَّةَ وَمَا لَحِقَهَا مِنْ أَعْمَالٍ (2)

الوَابِلُ الصَّيِّبُ وَرَافِعُ الكَلِمِ الطَّيِّبِ

تَأليف الإِمَامِ أَبِي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْر بْنِ أَيُّوب ابْنِ قَيِّمِ الجَوْزِيَّةِ (691 هـ - 751 هـ)

تَحْقِيق عَبْد الرّحْمَنِ بْن حَسَن بْن قَائِد

إِشْرَاف بَكْر بْن عَبْدِ اللهِ أَبُو زَيْد

دَارُ عَطَاءَاتِ العِلْم - دار ابن حزم

الصفحة

1/ 60

هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا (44) } [الفرقان: 44] فهم الذين يضيّقون الديار، ويُغلون الأسعار، إنْ هَمُّ أحدِهم إلا بطنُه وفرجه، فإن ترقَّتْ هِمَّتهُ فوق ذلك كان همُّه -مع ذلك- في لباسه وزينته، فإن ترقَّتْ هِمَّته فوق ذلك كان في داره وبستانه ومركوبه، فإن ترقَّتْ هِمَّته فوق ذلك، كان هَمُّه في الرياسة والانتصار للنفس [الكلبيَّة، فإن ارتفعت هِمَّته عن نصرة النَّفس الكلبيَّة، كان همُّه في نصرة النفس السَّبُعيَّة] (1) .
وأمّا النفس المَلَكِيّة فلم يُعْطَها أحدٌ من هؤلاء.
فإنّ النفوس ثلاثة: كلبيّة وسَبُعِيّة، ومَلَكية.
فالكلبيّة: تقنع بالعَظْمِ، والكِسْرة، والجِيفة، والعَذِرَة.
والسَّبُعيَّة: لا تقنع بذلك، بل بقهر النفوس، والاستعلاء عليها بالحق والباطل.
وأما المَلَكِيّة: فقد ارتفعت عن ذلك، وشمَّرت إلى الرفيق الأعلى، فهِمَّتُها العلم والإيمان، ومحبة الله تعالى، والإنابة إليه، والطمأنينة به، والسكون إليه، وإيثار محبته ومرضاته، وإنما تأخذ من الدنيا ما تأخذه لتستعين به على الوصول إلى فاطرها وربِّها ووليِّها، لا لتنقطع به عنه.

الصفحة

142/ 532

مرحبًا بك !
مرحبا بك !