الوابل الصيب ورافع الكلم الطيب

الوابل الصيب ورافع الكلم الطيب

5053 3

[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (2)]

راجعه: حاتم بن عارف الشريف - يحيى بن عبد الله الثمالي

مشاركة

فهرس الموضوعات

آثَارُ الإِمَامِ ابْنِ قَيّم الجَوْزِيَّةَ وَمَا لَحِقَهَا مِنْ أَعْمَالٍ (2)

الوَابِلُ الصَّيِّبُ وَرَافِعُ الكَلِمِ الطَّيِّبِ

تَأليف الإِمَامِ أَبِي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْر بْنِ أَيُّوب ابْنِ قَيِّمِ الجَوْزِيَّةِ (691 هـ - 751 هـ)

تَحْقِيق عَبْد الرّحْمَنِ بْن حَسَن بْن قَائِد

إِشْرَاف بَكْر بْن عَبْدِ اللهِ أَبُو زَيْد

دَارُ عَطَاءَاتِ العِلْم - دار ابن حزم

الصفحة

1/ 60

فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (20) وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يُؤْمِنُ بِالْآخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْهَا فِي شَكٍّ} [سبأ: 20، 21]، فلم يجعل لعدوه سلطانًا على عباده المؤمنين؛ فإنهم في حِرْزه وكلاءته، وحفظه، وتحت كَنَفِه، وإنْ اغتال عدوُّه أحدَهم كما يغتال اللصُّ الرجلَ الغافل، فهذا لابد منه؛ لأن العبد قد بُلِي بالغفلة والشهوة والغضب.
ودخولُه على العبد من هذه الأبواب الثلاثة، ولو احترز العبد ما احترز، فلابد له من غفلة، ولابد له من شهوة، ولابد له من غضب، وقد كان آدم أبو البشر -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- من (1) أحلم الخلق، وأرجحهم عقلًا، وأثبتهم (2)، ومع هذا فلم يزل به عدوُّ الله حتى أوقعه فيما أوقعه فيه، فما الظن بِفَراشَةِ الحِلْمِ (3)، ومَنْ عَقْلُه في جنب عقل أبيه كتفلةٍ في بحر؟! ولكنّ عدو الله لا يَخْلُصُ إلى المؤمن إلا غِيلةً على غِرّةٍ وغفلة، فَيُوقِعُه، ويظن أنه لا يستقيل (4) ربه عز وجل بعدها، وأن تلك الواقعة قد اجتاحته وأهلكته، وفضلُ الله تعالى ورحمته وعفوه ومغفرته

الصفحة

8/ 532

مرحباً بك !
مرحبا بك !