الفوائد

الفوائد

4449 4

[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (18)]

المحقق: محمد عزير شمس

راجعه: جديع بن محمد الجديع - محمد أجمل الإصلاحي - علي بن محمد العمران

الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)

الطبعة: الرابعة، 1440 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)

عدد الصفحات: 300

[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]

مشاركة

فهرس الموضوعات

ثم رجعت إلى النصّ، وقمتُ بضبطه وتقسيمه إلى فقرات، مع الاهتمام بعلامات الترقيم، ليكون واضحًا مفهومًا لدى القراء. ثم خدمتُ النصَّ بعزو الآيات القرآنية، وتخريج الأحاديث والآثار والنقول من المصادر، وتخريج الأشعار ونسبتها إلى قائليها. أما ترجمة الأعلام وشرح الكلمات والعبارات والتعريف بالأماكن فلم أهتمَّ بها، لأني أعتبرها من لوازم الشرح لا من متطلبات تحقيق النصّ. وقمتُ بوضع فهارس متنوعة للكتاب، ليصل القارئ إلى ما يبحث عنه في أسرع وقت. فدونك أيها القارئ كتابًا كلُّه درر وفوائد، وتبصرة وتذكرة، وإرشاد وتوجيه، ولعلك لا تجد له نظيرًا بين الكتب التي قرأتَها. أدعو الله أن يوفقني وإياك للتأمل فيه والاستفادة منه، إنه وليُّ ذلك والقادر عليه. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. كتبه محمد عزير شمس

الصفحة

14/ 14

[بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ]

قاعدة جليلة

إذا أردتَ الانتفاعَ بالقرآن فاجمعْ قلبك عند تلاوته وسماعه، وألْقِ سمعَك، واحضُرْ حُضورَ من يخاطبه به من تكلم به سبحانه منه إليه؛ فإنه خطابٌ منه لك على لسان رسوله:

قال تعالى:

{إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ (37)} [ق: 37]

وذلك أنَّ تمام التأثير لمَّا كان موقوفًا على مُؤثِّرٍ مُقْتَضٍ، ومحلٍّ قابل، وشرطٍ لحصول الأثرِ، وانتفاء المانع الذي يمنعُ منه، تضمَّنَتِ الآيةُ بيانَ ذلك كلِّه بأوجز لفظٍ وأبينِهِ وأدلِّه على المُراد.

فقولُه: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى}: إشارةٌ إلى ما تقدَّمَ من أول السورةِ إلى ها هنا، وهذا هو المؤثِّرُ.

وقولُه: {لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ}: فهذا هو المحلُّ القابلُ، والمرادُ به القلبُ الحيُّ الذي يَعْقِلُ عن الله؛ كما قال تعالى:

{إِنْ هُوَ إلا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ (69) لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا} [يس: 69 - 70]؛ أي: حيَّ القلبِ.

وقوله: {أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ}، أي: وجَّه سمعَه وأصغَى حاسَّةَ سمعِهِ إلى ما يُقال له، وهذا شرطُ التأثُّر بالكلام.

وقوله: {وَهُوَ شَهِيدٌ (37)}، أي: شاهدُ القلبِ حاضرٌ غيرُ غائبٍ. قال ابن قتيبة (1): استمعَ كتاب الله، وهو شاهدُ القلب والفهم، ليس

الصفحة

3/ 300

مرحباً بك !
مرحبا بك !