{إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ (37)} [ق: 37]
[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (18)]
المحقق: محمد عزير شمس
راجعه: جديع بن محمد الجديع - محمد أجمل الإصلاحي - علي بن محمد العمران
الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)
الطبعة: الرابعة، 1440 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)
عدد الصفحات: 300
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
معنى العبودية (ص 31) ومراتبها (ص 163) وثمرة الإيمان بالصفات الإلهية (ص 98) والتوسل بأسماء الله الحسنى (ص 36)، وحقيقة التوكل وأنواعه (ص 124، 165)، وتعرض لموضوع القضاء والقدر (ص 33) والرزق والأجل (ص 79) وأن النعم كلها من الله والذنوب من الشيطان (ص 296) وأن شفاعة الرسول -صلى الله عليه وسلم- تُنال بطاعته (ص 226). إلى غير ذلك من الموضوعات التي تتعلق بالتوحيد.
وهناك أبحاث جليلة في التفسير وعلوم القرآن، منها بيان شروط الانتفاع بالقرآن (ص 3) وأنواع هجر القرآن (ص 118) وتأملات في سورة الفاتحة (ص 26) وسورة ق (ص 5) وسورة التكاثر (ص 43) وتفسير آيات عديدة (ص 23، 33، 114، 115، 127، 130، 146، 199، 237، 246، 259، 273، وغيرها).
وهو يشرح أحيانًا بعض الأحاديث، مثل حديث ابن مسعود في الهم والحزن (ص 30)، وقوله -صلى الله عليه وسلم-: "الإسلام علانية والإيمان في القلب" (ص 207) وقول الله تعالى لأهل بدر: "اعملوا ما شئتم فقد غفرتُ لكم" (ص 20)، وقوله -صلى الله عليه وسلم-: "فاتقوا الله وأجملوا في الطلب" (ص 81)، وقوله -صلى الله عليه وسلم-: "إذا أصبح ابن آدم فإن الأعضاء كلها تكفِّر اللسان" (ص 81).
وتكلم على مسألة أصولية كلامًا طويلًا، وهي أن ترك الأوامر أعظم عند الله من ارتكاب المناهي، وقرر ذلك من وجوه كثيرة (ص 171).
وفي الكتاب فصول مهمة عن فضائل العلم (ص 151) وأنواعه وآفاته (ص 122) ومراتب العلوم (ص 84)، وصفات علماء السوء (ص 85) وتحذير العالم من الدنيا والركون إليها (ص 145).
[بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ]
قاعدة جليلة
إذا أردتَ الانتفاعَ بالقرآن فاجمعْ قلبك عند تلاوته وسماعه، وألْقِ سمعَك، واحضُرْ حُضورَ من يخاطبه به من تكلم به سبحانه منه إليه؛ فإنه خطابٌ منه لك على لسان رسوله:
قال تعالى:
{إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ (37)} [ق: 37]
وذلك أنَّ تمام التأثير لمَّا كان موقوفًا على مُؤثِّرٍ مُقْتَضٍ، ومحلٍّ قابل، وشرطٍ لحصول الأثرِ، وانتفاء المانع الذي يمنعُ منه، تضمَّنَتِ الآيةُ بيانَ ذلك كلِّه بأوجز لفظٍ وأبينِهِ وأدلِّه على المُراد.
فقولُه: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى}: إشارةٌ إلى ما تقدَّمَ من أول السورةِ إلى ها هنا، وهذا هو المؤثِّرُ.
وقولُه: {لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ}: فهذا هو المحلُّ القابلُ، والمرادُ به القلبُ الحيُّ الذي يَعْقِلُ عن الله؛ كما قال تعالى:
{إِنْ هُوَ إلا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ (69) لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا} [يس: 69 - 70]؛ أي: حيَّ القلبِ.
وقوله: {أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ}، أي: وجَّه سمعَه وأصغَى حاسَّةَ سمعِهِ إلى ما يُقال له، وهذا شرطُ التأثُّر بالكلام.
وقوله: {وَهُوَ شَهِيدٌ (37)}، أي: شاهدُ القلبِ حاضرٌ غيرُ غائبٍ. قال ابن قتيبة (1): استمعَ كتاب الله، وهو شاهدُ القلب والفهم، ليس