[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (18)]
المحقق: محمد عزير شمس
راجعه: جديع بن محمد الجديع - محمد أجمل الإصلاحي - علي بن محمد العمران
الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)
الطبعة: الرابعة، 1440 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)
عدد الصفحات: 300
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
الكتاب: الفوائد [آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (18)] المؤلف: أبو عبد الله محمد بن أبي بكر بن أيوب ابن قيم الجوزية (691 - 751) المحقق: محمد عزير شمس راجعه: جديع بن محمد الجديع - محمد أجمل الإصلاحي - علي بن محمد العمران الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت) الطبعة: الرابعة، 1440 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم) عدد الصفحات: 300 قدمه للشاملة: مؤسسة «عطاءات العلم»، جزاهم الله خيرا [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع] |
آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (18) الفوائد تأليف الإمام أبي عبد الله محمد بن أبي بكر بن أيوب ابن قيم الجوزية (691 هـ - 751 هـ) تحقيق محمد عزير شمس إشراف بكر بن عبد الله أبو زيد دار عطاءات العلم - دار ابن حزم
إخراجه، وتكون معه على ثلاث خلال: إما أن يغلبك على الحصن ويستولي عليه، وإما أن يُساكنك فيه، وإما أن يَشغلك بمقابلته عن تمام مصلحتك وتعود إلى سَدِّ النقب ولَمِّ شَعَثِ الحصن. وإذا دخل نقبُه إليك نالك منه ثلاث آفات: إفسادُ الحصن، والإغارة على حواصله وذخائره، ودلالة السراق من بني جنسه على عورته. فلا يزال يُبلَى منه بغارة بعد غارة حتى يُضعِفوا قواه ويُوهِنوا عزمَه فيتخلَّى عن الحصن ويُخلِّي بينهم وبينه. وهذه حالُ أكثر النفوس مع هذا العدوِّ، ولهذا تراهم يُسخِطون ربهم برضى أنفسهم بل برضى مخلوقٍ مثلهم لا يملك لهم ضرًّا ولا نفعًا، ويُضيِّعون كسبَ الدِّين بكسب الأموال، ويُهلِكون أنفسهم بما لا يبقى لهم، ويَحرِصون على الدنيا وقد أدبرت عنهم، ويزهدون في الآخرة وقد هَجَمتْ عليهم، ويخالفون ربهم باتباع أهوائهم، ويتكلون على الحياة ولا يذكرون الموت، ويذكرون شهواتهم وحظوظهم وينسون ما عهد الله إليهم، ويهتمون بما ضَمِنَه الله لهم ولا يهتمون بما أمرهم به، ويفرحون بالدنيا ويحزنون على فوات حظهم منها ولا يحزنون على فوات الجنة وما فيها، ولا يفرحون بالإيمان فرحهم بالدِّرهم والدينار، ويُفسِدون حقَّهم بباطلهم وهداهم بضلالهم ومعروفَهم بمنكرهم، ويَلبِسُون إيمانَهم بظنونهم، ويَخلِطُون حلالَهم بحرامهم، ويترددون في حيرَة آرائهم وأفكارهم، ويتركون هدى الله الذي أهداه إليهم. ومن العجب أن هذا العدو يَستعمل صاحبَ الحصن في هدم حصنه بيديه!!