
[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (17)]
حققه: محمد أجمل الإصلاحي
خرج أحاديثه: زائد بن أحمد النشيري
راجعه: سليمان بن عبد الله العمير - علي بن محمد العمران
الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)
الطبعة: الرابعة، 1440 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)
عدد الصفحات: 573
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (17) الداء والدواء تأليف: الإمام أبي عبد الله محمد بن أبي بكر أيوب بن قيم الجوزية (691 - 751) حققه محمد أجمل الإصلاحي خرج أحاديثه زائد بن أحمد النشيري إشراف بكر بن عبد الله أبو زيد دار عطاءات العلم - دار ابن حزم
والإخلاص أن يخلص لله في أقواله (1) وأفعاله وإراداته ونيته. وهذه هي الحنيفية ملة إبراهيم التي أمر الله بها عبادَه كلَّهم، ولا يقبل من أحدٍ غيرَها. وهي حقيقة الإِسلام، {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (85)} [آل عمران: 85]، وهي ملّة إبراهيم التي من رغب عنها فهو من أسفه السفهاء. فصل (2) إذا عرفتَ هذه المقدمة انفتح لك بابُ الجواب عن السؤال المذكور، فنقول ومن الله وحده نستمِدّ (3) الصواب: حقيقة الشرك هو التشبّه بالخالق والتشبيه للمخلوق به. هذا هو "التشبيه" في الحقيقة، لا إثبات صفات الكمال التي وصف اللهُ بها نفسَه، ووصفه بها رسولُه سبحانه (4)، فعكَسَ من نكسَ اللهُ قلبَه، وأعمى عينَ بصيرته، وأركسه بلَبْسه الأمرَ وجعلِ التوحيد تشبيهًا والتشبيه تعظيمًا وطاعةً فالمشرك مشبِّه للمخلوق بالخالق في خصائص الإلهية. فإن من خصائص الإلهية التفرّدَ خصائص الإلهية" ساقط من ل. وكذا من ف، فأصلح المتن -فيما يظهر- بزيادة الكاف: "كالتفرد"." data-margin="5">(5) بملك الضرّ والنفع والعطاء والمنع، وذلك