أحكام أهل الذمة - المجلد الثاني
[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (34)]
تحقيق: نبيل بن نصار السندي
الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)
الطبعة: الثانية، 1442 هـ - 2021 م (الأولى لدار ابن حزم)
عدد الصفحات: 518
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
المنابر لعلوِّ مقامهم؛ فيُمنع أهل الذِّمة من لباس القلنسوة لعدم وجود هذه المعاني فيهم.
فصل
قولهم: (ولا عمامة).
قال أبو القاسم (1): والعمامة يُمنَعون من لبسها والتعمُّم بها؛ إنَّ (2) العمائم هي تِيجان العرب وعِزُّها على سائر الأمم مِن سواها، ولَبِسها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والصحابة من بعده، فهي لباس العرب قديمًا، ولباس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والصحابة، فهي لباس الإسلام.
قال جابرٌ - رضي الله عنه -: دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مكة عام الفتح وعليه عمامةٌ سوداء (3).
قال: وروى عيسى بن يونس، عن عبيد الله بن أبي حميد، عن [أبي] المَلِيح، عن أبيه أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لأصحابه: «اعتمُّوا تزدادوا حِلمًا»، قال: «العمائم تيجان العرب» (4).