عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين

عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين

4166 3

 [آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (15)]

المؤلف: أبو عبد الله محمد بن أبي بكر بن أيوب ابن قيم الجوزية (691 - 751)

المحقق: إسماعيل بن غازي مرحبا

راجعه: سليمان بن عبد الله العمير - محمد أجمل الإصلاحي - علي بن محمد العمران

الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)

الطبعة: الرابعة، 1440 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)

عدد الصفحات: 549

[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]


مشاركة

فهرس الموضوعات

ولم أقف على إحالة من ابن القيم في أيّ من كتبه إلى هذا الكتاب. ولم أجد ما يُساعد على ذلك أثناء تحقيقي للكتاب إلا ما كان من نقوله عن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه اللَّه تعالى، التي ستأتي الإشارة إليها في المبحث التالي. فمن خلال هذه النقول نجزم بأن ابن القيم إنما ألّفه بعد لقائه بشيخ الإسلام والاستفادة منه. المبحث الثالث: إثبات نسبة الكتاب لمؤلفه: لا ريب في صحة نسبة هذا الكتاب للإمام ابن القيم، وذلك لأدلة متعددة، منها: 1 - نصّ عدد ممن ترجم لابن القيم على نسبة هذا الكتاب له، كما سبق في المبحث الأولى. 2 - النقول التي نُقلت عن الكتاب تُؤكد أن هذا الكتاب الموجود بين أيدينا هو الذي ذكر مترجموه أنه له. وسيأتي ذكر هذه النقول في المبحث. 3 - ورود نسبة الكتاب إلى المؤلف في صفحات عناوين الأصول الخطية. 4 - النقول عن شيخ الإسلام ابن تيمية بعباراته المعروفة، ومن ذلك قوله في الباب السابع عشر: "أنكره شيخنا"، وقوله في الباب التاسع عشر: "وهذه طريقة شيخنا"، وقوله في الباب الثاني والعشرين: "وقد سُئل شيخ الإسلام ابن تيمية عن هذه المسألة فقال"، وقوله في الباب الرابع والعشرين:

الصفحة

10/ 56

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

ربّ يسّر وأعن

الحمدُ للَّه الصَّبورِ الشَّكورِ العليّ الكبير السميع البصير العليم القدير، الذي شملت قدرتُه كلَّ مقدور، وجَرت مشيئتُه في خلقه بتصاريفِ الأمور، وأَسمعت دعوتُه لليوم الموعود أصحابَ القبورِ، قَدَّرَ مقاديرَ الخلائقِ وآجالَهم، وكتب آثارَهم وأعمالهم، وَقسَّم بينهم معايشَهم وأموالَهم، وخَلَق (1) الموتَ والحياةَ لِيَبلُوَهم أيُّهم أحسنُ عملًا وهوَ العزيزُ الغفورُ، القاهرُ القادرُ، فكلُّ عسيرٍ عليه يَسير، والمولى النَّاصِرُ، فَنِعمَ المولى ونعمَ النَّصيرُ.

{يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [1] هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ [2] خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ [3] يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} [التغابن: 1 - 4].

وأشهدُ أن لا إله إلا اللَّه وحدَه لا شريكَ له، إله جلَّ عن الشَّبيه والنظير، وتعالى عن الشَّريكِ والظَّهيرِ، وتقدَّسَ عن تعطيل الملحدين، كما تنزّه عن شَبَهِ المخلوقين، فـ {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِير [11]} (2) [الشورى: 11].

الصفحة

3/ 549

مرحبًا بك !
مرحبا بك !