عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين

عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين

9583 4

 [آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (15)]

المؤلف: أبو عبد الله محمد بن أبي بكر بن أيوب ابن قيم الجوزية (691 - 751)

المحقق: إسماعيل بن غازي مرحبا

راجعه: سليمان بن عبد الله العمير - محمد أجمل الإصلاحي - علي بن محمد العمران

الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)

الطبعة: الرابعة، 1440 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)

عدد الصفحات: 549

[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]


مشاركة

فهرس الموضوعات

1 - اتخذتُ النسخة الأولى أصلًا وذلك لقدم نسخها من ناحية، ولأن ناسخها إمام معروف. 2 - جعلت النسخ الثلاث الأخرى نسخًا مساندة للنسخة الأصل، وذلك لقرب عهد نسخها. 3 - لم أعتنِ ببيان الفروق والأخطاء بين النسخ الثلاث المساندة ما لم تخالف الأصل، وذلك لأن هذه النسخ الثلاث على ما يبدو ترجع إلى أصل واحد لاتفاقها في كثير من المواضع، خاصة مواضع الكلمات المشكلة. 4 - أثبت كثيرًا من القراءات للكلمات المحتملة في الحاشية، مع كتابة ما ورد في النسخة الأصل في المتن، ما لم يثبت خطؤها، فإني أصحح الكلمة في المتن وأشير إلى ما وقع في الأصل في الحاشية. 5 - عزوت الآيات القرآنية بذكر اسم السورة ورقم الآية، مع وضعها داخل النص المحقق بين معقوفتين. 6 - خرّجت الأحاديث والآثار الواردة في المتن تخريجًا مختصرًا، إن كان في الصحيحين أو أحدهما، أو السنن الأربعة فإني أكتفي بتخريجه منها إلا إذا كان هناك فائدة من تخريجه من غيرها. وما لم يكن في أحد الكتب الستة فإني أقوم بتخريجه من الكتب المشهورة والأمات المعروفة تجنبًا للإطالة إذا وجدته فيها، وإلا فإني أخرجه من أي كتاب أو جزء حديثي وجدته. 7 - بينت درجة الحديث صحة وضعفًا من خلال ما ذكره أهل العلم المختصّون بذلك.

الصفحة

40/ 56

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

ربّ يسّر وأعن

الحمدُ للَّه الصَّبورِ الشَّكورِ العليّ الكبير السميع البصير العليم القدير، الذي شملت قدرتُه كلَّ مقدور، وجَرت مشيئتُه في خلقه بتصاريفِ الأمور، وأَسمعت دعوتُه لليوم الموعود أصحابَ القبورِ، قَدَّرَ مقاديرَ الخلائقِ وآجالَهم، وكتب آثارَهم وأعمالهم، وَقسَّم بينهم معايشَهم وأموالَهم، وخَلَق (1) الموتَ والحياةَ لِيَبلُوَهم أيُّهم أحسنُ عملًا وهوَ العزيزُ الغفورُ، القاهرُ القادرُ، فكلُّ عسيرٍ عليه يَسير، والمولى النَّاصِرُ، فَنِعمَ المولى ونعمَ النَّصيرُ.

{يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [1] هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ [2] خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ [3] يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} [التغابن: 1 - 4].

وأشهدُ أن لا إله إلا اللَّه وحدَه لا شريكَ له، إله جلَّ عن الشَّبيه والنظير، وتعالى عن الشَّريكِ والظَّهيرِ، وتقدَّسَ عن تعطيل الملحدين، كما تنزّه عن شَبَهِ المخلوقين، فـ {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِير [11]} (2) [الشورى: 11].

الصفحة

3/ 549

مرحباً بك !
مرحبا بك !