[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (15)]
المؤلف: أبو عبد الله محمد بن أبي بكر بن أيوب ابن قيم الجوزية (691 - 751)
المحقق: إسماعيل بن غازي مرحبا
راجعه: سليمان بن عبد الله العمير - محمد أجمل الإصلاحي - علي بن محمد العمران
الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)
الطبعة: الرابعة، 1440 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)
عدد الصفحات: 549
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (15) عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين تأليف الإمام أبي عبد الله محمد بن أبي بكر بن أيوب ابن قيم الجوزية (691 هـ - 751 هـ) تحقيق إسماعيل بن غازي مرحبا إشراف بكر بن عبد الله أبو زيد دار عطاءات العلم - دار ابن حزم
فتُعطى المعية حقها من التوفية؛ كما قال تعالى عن خليله {وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى (37)} [النجم: 37]؛ أي: وفّى ما أُمرَ به بصبره مع اللَّه على أوامره.
وأما قوله: "والصبر عن اللَّه جفاء" فلا جفاء أعظم ممن صبر عن معبوده وإلهه ومولاه الذي لا مولى له سواه، ولا حياة له ولا صلاح ولا نعيم إلا بمحبته والقرب منه وإيثار مرضاته على كل شيء، فأي جفاء أعظم من الصبر عنه.
وهذا معنى قول من قال: "الصبر على ضربين: صبر العابدين، وصبر المحبين؛ فصبر العابدين أحسنه أن يكون محفوظًا، وصبر المحبين أحسنه أن يكون مرفوضًا" (1) كما قيل:
تبيَّنَ يومَ البَينِ أن اعتزامَه ... على الصبر من إحدى الظُّنونِ الكَواذِبِ (2)
وقال الآخر:
ولما دَعوتُ الصَّبْرَ بعدكَ والبُكا ... أجابَ البُكا طَوْعًا ولم يُجِب الصَّبْرُ (3)
قالوا: ويدل عليه أن يعقوب صلوات اللَّه وسلامه عليه قال: {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ} [يوسف: 18, 83] ورسول اللَّه إذا وعد وفي، ثم حمله