
أعلام الموقعين عن رب العالمين - المجلد الخامس
[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (28)]
تحقيق: محمد أجمل الإصلاحي
الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)
الطبعة: الثانية، 1440 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)
عدد الصفحات: 485
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
وقال في رواية حنبل فيمن شرب خمرًا في نهار رمضان، [253/أ] (1) أو أتى شيئًا نحو هذا: أُقيمَ عليه الحدُّ (2)، وغُلِّظ عليه، مثل الذي يقتل في الحرم دية وثلث.
وقال في رواية حرب: إذا أتت المرأةُ المرأةَ تُعاقبان وتُؤدَّبان.
وقال أصحابنا: إذا رأى الإمامُ تحريقَ اللوطي بالنار فله ذلك، لأن خالد بن الوليد كتب إلى أبي بكر - رضي الله عنه - أنه وجد في بعض نواحي العرب رجلًا (3) يُنكَح كما تُنكَح المرأة، فاستشار أصحابَ النبي - صلى الله عليه وسلم -، وفيهم علي بن أبي طالب، وكان أشدَّهم قولًا، فقال: إن هذا الذنب لم تعصِ (4) به أمةٌ من الأمم إلا واحدة، فصنع الله بهم ما قد علمتم، أرى أن يُحرَّقوا بالنار. فأجمع رأي أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على أن يُحرَّقوا بالنار. فكتب أبو بكر - رضي الله عنه - إلى خالد بن الوليد أن يُحرَّقوا، فحرَّقهم (5). ثم حرَّقهم ابن الزبير، ثم حرَّقهم هشام بن عبد الملك (6).