أعلام الموقعين عن رب العالمين - المجلد الثاني
[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (28)]
تحقيق: محمد أجمل الإصلاحي
الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)
الطبعة: الثانية، 1440 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)
عدد الصفحات: 520
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
مجلسًا في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كنَّا به (1) أشدَّ اغتباطًا (2). جئنا (3) فإذا رجالٌ عند حجرة عائشة يتراجعون في القدَر، فلما رأيناهم اعتزلناهم، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - خلف الحجرة يسمع كلامهم. فخرج علينا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - مغضبًا يُعرَف في وجهه الغضب، حتى وقف عليهم، فقال (4): «يا قوم بهذا ضلَّت الأمم قبلكم: باختلافهم على أنبيائهم، وضربِهم الكتابَ بعضَه ببعض. وإنَّ القرآن لم ينزل لتضربوا بعضه ببعض، ولكن نزل القرآن يصدِّق بعضُه بعضًا. ما عرفتم منه (5) فاعملوا به، وما تشابَه فآمنوا به». ثم التفتَ، فرآني أنا وأخي جالسين، فغبطنا أنفسَنا أن لا يكون رآنا معهم (6).
قال البخاري (7): رأيتُ أحمد بن حنبل وعليَّ بن عبد الله والحُميدي